"السخرية تدمي باريس".. ربما هذا أدق العناوين لحادثة الاعتداء على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" التي خلفت 12 قتيلا!

لا يوجد ذو "عقل" يؤيد القتل أو يفرح لإراقة الدماء في أي مكان، لكن "العقل" لا يسكن جماجم كل "الناس"!

الاعتداء على صحيفة "شارلي إيبدو" لم يأت دون سابق إنذار، فالتقارير الصحفية أشارت إلى أن الصحيفة كانت متطرفة في نقدها الساخر، وواجهت تهديدات من أوساط مختلفة، إسلامية وكاثوليكية ويهودية، كما أنها استُهدفت باعتداءات سابقة، منها إحراق مقرها بعد نشرها رسوما كاريكاتورية مسيئة للإسلام عام 2011.

ربما يكون منفذو الجريمة مسلمون، لكن الإسلام لا يحرض عليها، وعامة المسلمين لا يؤيدونها ويرفضونها من خلال تعاليم دينهم، وهذا شيء لا يستحق الذكر لأنه معلوم لدى الجميع إلا من أراد أن يعادي الإسلام بفعل بعض الأفراد الذين ينتسبون إليه.

وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير، الذي ينتمي إلى الحزب المسيحي الديموقراطي قال صراحة: إن اعتداء باريس الذي استهدف الصحيفة الفرنسية الساخرة ليس له علاقة بالإسلام، وحذر من نشر الذعر في ألمانيا من الإسلام والمسلمين، وقال: "الهجمات الإرهابية على غرار هجوم باريس موجهة ضد المجتمع بأكمله وضد قيمه"، وأضاف إن "اللاجئين الذين يأتون إلى ألمانيا من العراق وسورية بالذات لجأوا إلينا هربا من الإرهاب وليس معقولا أن نضعهم في خانة الاتهام لمجرد أنهم مسلمون فهم يحتاجون إلى حمايتنا".

تصريحات الوزير الألماني المنصفة لم تأت إلا لأن تطرفا ألمانيا استثاره، إذ عدّت حركة ألمانية جديدة تسمى "بيغيدا"، هجوم باريس مبررا لمواصلة تنظيم مظاهرات أسبوعية ضد ما يسمى "أسلمة الغرب".

وكما أن لدينا في العالم الإسلامي تطرفا، لديهم في الغرب تطرف مماثل، وكما أنه وصل الصحيفة الفرنسية الساخرة تهديدات من إسلاميين وصلتها تهديدات دينية أخرى.

التطرف ليس لنا ولو كان منا متطرفون، فنحن المسلمين أكثر من عانى من التطرف الذي ينبع من مجتمعنا أو يصل أوطاننا مستوردا من الغرب، وزرع الغرب بيننا شجرة التطرف اليهودي المتأصلة في دولة الاستيطان الإسرائيلي التي تحتل فلسطين، ويدافع عنها!

(بين قوسين)

الإرهاب والتطرف أوقعا ضحايا في الاعتداء على صحيفة "شارلي إيبدو"، وكل ردود الفعل التي تصب غضبها على مسلمي ومساجد فرنسا إرهاب وتطرف يغذي التطرف المضاد.