لم تقتصر المتاعب التي يواجهها جيش الأسد في سورية على المقاومة الشرسة التي تبديها الفصائل الثورية المقاتلة، وفي مقدمتها الجيش الحر، الذي استطاع تحقيق عدد من النجاحات العسكرية خلال الفترة الماضية، بل ازدادت هذه المعاناة أخيرا عندما بدأت بوادر التمرد داخل ما يسمى بجيش الدفاع الوطني الذي يعرف أفراده باسم "الشبيحة"، وأكدت وكالة سراج برس وقوع تبادل إطلاق نار بين عناصر أمن الأسد وعدد من أهالي قرية "بسنادا" في محافظة اللاذقية خلال تشييع أحد القتلى.

وأشارت الوكالة إلى أن قرية بسنادا تعد أهم المصادر التي تمد النظام بعناصر الشبيحة، مؤكدة أن سبب وقوع الاشتباك هو أن المشيعين أطلقوا شعارات صريحة تطالب بإنهاء القتال ووقف الزج بأبنائهم على جبهاته، والمطالبة بإسقاط رأس النظام، فأطلق أمن النظام أعيرة نارية في الهواء وشتم المشيعين، ليرد ذوو القتيل بتوجيه أسلحتهم في اتجاه قوات الأمن، كما قاموا بطردهم عنوة من الجنازة والاستمرار في الهتاف بإسقاط رأس النظام.

وقالت الوكالة: "عند النظر إلى قرية بسنادا لن تجد شبابا تقل أعمارهم عن الـ42، لأن الأسد زج بهم جميعا في جبهات القتال ضد الثوار. ومعظم الذين في تلك الفئة العمرية انتهوا في الساحل السوري ما بين قتيل وجريح ومنتظر لقدره". وتابعت أن ما حدث في القرية يعد اعترافا صريحا من مؤيدي النظام بحجم الخسائر التي يتلقاها أبناء الساحل في جبهات القتال مع الثوار على امتداد سورية منذ اندلاع الثورة، دفاعا عن كرسي بشار الأسد.

ومضت الوكالة بالإشارة إلى أن الأسد أجبر عددا كبيرا من أبناء طائفته في مناطق الساحل ممن وصلتهم تبليغات للالتحاق بالخدمة الاحتياطية أو الإلزامية، على الهرب عبر البحر إلى قبرص أو اليونان أو تركيا. واستطردت قائلة: "العلويون الذين يشكلون عصب أجهزة النظام الأمنية والعسكرية بدأوا يتجنبون الخدمة العسكرية الإجبارية. وردت الأجهزة الأمنية بزيادة حملات الاعتقال، ما عمق من الخلاف بين الطائفة والنظام. وفي الوقت الذي يرى البعض في تصاعد عملية النقد للنظام تهديدا له، يرى آخرون فيها تعبيرا عن حالة من التعب والإجهاد أصابت الطائفة. وبرزت أخيرا حالة من التململ في صفوف المدنيين العلويين، جراء ارتفاع أعداد القتلى، إذ قتل عشرات الآلاف من الضباط العلويين منذ اندلاع الثورة السورية، بينهم ضباط برتب عالية، وسط أنباء عن مقتل أكثر من 60 ألف عنصر وصف ضابط وضابط علوي منذ بداية الثورة.وكان نشطاء علويون أطلقوا حملة "صرخة" ضد بقاء بشار الأسد في الحكم، واستنزاف مزيد من أبناء الطائفة في حرب الدفاع عن كرسيه منذ قرابة أرع سنوات، وباتوا يدركون أنهم مجرد وقود لحرب بشار ضد الشعب السوري.

في سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة انفجار سيارة مفخخة مساء أمس في قرية أبودالي التابعة لريف إدلب الجنوبي، التي تعد المعقل الرئيس لعضو مجلس الشعب السوري، وأحد القياديين البارزين في الدفاع الوطني أحمد مبارك الدرويش. وأشارت المصادر إلى أن مقاتلين تابعين لكتائب إسلامية اقتحموا القرية المذكورة بسيارة مفخخة بعبوة تزن 80 طنا من المتفجرات، وقاموا بتفجيرها، ما أدى إلى مقتل الدرويش والعشرات من شبيحة الأسد وتدمير عربات ومعدات قتالية أرسلهـا جيش النظام لمساعــدة الدرويش الذي يعد يد النظام الطولى في المنطقة.


.. والنظام يروج عطورا كيماوية سامة

الرياض: سليمان العنزي

حذر رئيس المجلس العسكري للجيش الحر في حلب العميد زاهر الساكت، من توجه لدى نظام الأسد لاستخدام مواد سامة تسبب الوفاة باللمس، قد تكون على شكل عطر "دهن العود" لتصفية عناصر من الجيش الحر. وأرجع الساكت الذي كان قبل انشقاقه ضابطاً في القوة الخاصة بالحروب الكيماوية بصفوف الجيش النظامي تحذيره بسبب حصوله على معلومات استخباراتية من داخل النظام تؤكد نية النظام إلى هذه الحيلة، لتصفية عناصر من مقاتلي الجيش الحر.وأصدر المجلس العسكري الثوري في حلب بياناً رسمياً بتوقيع الساكت، أشار فيه إلى أن النظام قام بتجنيد عملاء للقيام بوضع هذه المواد السامة على مقابض أبواب السيارات، واستخدام بعض أنواع العطور لتسميم المقاتلين المعارضين له، حيث يتم تسرب المادة السامة الموجودة في العطر بعد دهنه على الجلد.