للسفارة السعودية في بريطانيا مسؤوليات ومهمات تجعل أعمالهم مؤثرة في مستقبل الرعايا السعوديين من المقيمين والمبتعثين، هذه الخدمات شملت جميع الرعايا السعوديين في بريطانيا، فسفارتنا في بريطانيا ومن خلال دورها المهم في خدمة المواطنين جمعت أهل السعودية بكل أطيافهم في قلب واحد لا سيما يوم الجمعة عندما يتوافد السعوديون إلى السفارة لأداء الصلاة، إذ يشكل ذلك جوا عائليا سعوديا يتم من خلاله النظر في المشكلات وحلّها. وهذا الأمر لا يعني فقط وصول المواطنين إلى أبواب السفارة، بل إن السفارة هي من تصل إلى المواطنين في أماكنهم خِدمة لهم، فشؤون الرعايا السعوديين تتواجد على مدار 24 ساعة تنفيذاً للرسالة والأمانة التي حمّلها إياهم خادم الحرمين الشريفين "المواطن أولاً"، فحب السعودية ومصلحتها العليا والتفاني من أجلها وخدمة السعوديين من أولويات سفارة خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة التي لا يختلف عليها اثنان.
ولعلي شخصياً ومن خلال ما أقرأ في الصحف والمجالس العامة أتذكر، بصفتي طالبا مبتعثا أعايش الأحداث واليوميات، عدداً من القصص الكثيرة التي كان للسفارة السعودية دور جوهري فيها من خلال إزالة الصعوبات وحل المُشكلات بشكلٍ سريع وفوري بحسب أنظمة وقوانين البلاد المقيمة فيها، وآخرها قبل أيام عندما وقف طاقم السفارة كاملاً في خدمة أحد المواطنين السعوديين في مدينة جلاسكو الإنجليزية عندما تم احتجاز ابنته من قبل مركز الرعاية الاجتماعية البريطانية وغيرها الكثير من الحالات، فالتجاوب السريع يعكس لنا الرسالة السامية للسفارة السعودية في المملكة المتحدة. هذا التواصل يعكس لنا الاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين بالسعوديين في الخارج، فالسعوديون هم من سيكونون الداعم في بناء الوطن، وهذه اللفتة من الاهتمام المباشر يقابلها انعكاس على التميز العلمي للطلبة والطالبات، وهو ما نقرؤه جميعا من أخبار تفوق علمي مميز.
ولأن أهم العناصر الضرورية لنجاح المسيرة التعليمية هو الاهتمام بالمبتعثين، نجد أن السفارة السعودية في المملكة المتحدة داعمة دائما للطلبة والطالبات من خلال الاحتفاء السنوي بالمتميزين والمتميزات من جميع النواحي الاجتماعية والثقافية عبر الأنشطة التي تُقام من قبل السفارة، فالحرص الدائم يبرز الفخر والاعتزاز بالمتميزين في مختلف الميادين العلمية، ولعل حرص السفارة السعودية بالتعاون مع الملحقية الثقافية على مضاعفة أعداد المتميزين سنوياً يبرز لنا الاهتمام الكبير من قبل السفارة السعودية في المملكة المتحدة بالعلم والعقل السعودي الذي سيكون بعد توفيق الله أحد الفاعلين في تنمية الوطن الذي حرصت السفارة على تعزيزه في القلوب بتكريم المتميزين تزامناً مع الاحتفال باليوم الوطني، وهذا الأمر يدعونا كسعوديين إلى الفخر بسفارة المملكة العربية السعودية في المملكة المتحدة.
من هنا ربما نستحضر التاريخ الذي جسّده المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز ليتواصل بالحاضر المستجد بقيادة خادم الحرمين الشريفين ـ أطال الله في عمره ـ لتصبح المهمة محفوفة بأريحية السعوديين في بريطانيا تلتقطها طيبة الأوفياء العاملين في السفارة، كيف لا وهم جبلوا على التزاور والتعاضد والتكاتف، فتجدهم في الملمات والمسرّات رجلاً واحداً أمام جموع متبارية. فشكراً لسفارة خادم الحرمين في المملكة المتحدة ممثلة في الأمير محمد بن نواف، وللملحقية الثقافية ممثلة في سعادة الملحق الثقافي الدكتور فيصل أبا الخيل، وللعاملين كافة، فقد تحملتم المسؤوليات الجِسام بكل اقتدار.