في أعقاب مقتل الجندي اللبناني المختطف علي البزال على أيدي جبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة الإرهابي الجمعة الماضي، واصلت الجبهة أمس تهديدها بالمزيد من التصفيات للعسكريين اللبنانيين المختطفين، فيما رفضت الحكومة اللبنانية ابتزاز الجبهة التي تريد الإفراج عن عدد من الموقوفين الذين تم إيقافهم إبان المواجهات التي وقعت في بلدة عرسال بين الجيش اللبناني ومسلحي "النصرة" و"داعش" في أغسطس الماضي.

ورفض النائب السابق صلاح الحركة ردة الفعل التي حصلت بعد إعدام الجندي البزال من قبل جبهة النصرة، والتهديد بقطع الطريق على أهالي عرسال، مشددا على أنه "إذا كنا مسلمين فيجب الالتزام بما يقوله ديننا "ولا تزر وازرة وزر أخرى".

وقال في تصريحات إلى "الوطن" أمس إن "الحكومة تعرف مدى قدرتها على التعاطي مع ملف العسكريين المختطفين، إما بالتفاوض أو الحسم العسكري"، مشددا على أن القرار عند الدولة، فهي تملك المعلومات وتعرف الأسرار، وعلى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أن يشرح بشكل واضح للناس كل المعطيات المتوافرة، واتخاذ الموقف الحازم الذي يريح الأهالي ويشعرهم بأن هناك من يتابع فعليا ويبحث عن الحل".

وكان عدد من أهالي العسكريين المختطفين أكدوا أول من أمس أثناء عزاء الجندي البزال في بلدة البزالية أن الحكومة مطالبة بعدم إعطاء الفرصة لجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية لتكرار مأساة الجندي البزال، وقال والد الجندي القتيل: "أتمنى أن تكون نهاية العسكريين المختطفين أسعد من نهاية ابننا علي"، فيما طالبت والدة البزال بقتل الإرهابيين.

ميدانيا سمعت أمس أصوات انفجارات ودوي قذائف ناتجة عن اشتباكات مسلحة في قوسايا ودير الغزال شرق زحلة في البقاع بين الجبهة الشعبية "القيادة العامة" ومسلحين من الجانب السوري، فيما أقدم مسلحون يستقلون جيب سوداء على إطلاق النار باتجاه خيام للنازحين السوريين في حوش تل صفية غرب بعلبك، مما أدى إلى إصابة شخصين، هما: عزيز الملوح وضحية القطوف، فيما قام المسلحون أنفسهم بعد عملية إطلاق النار بسلب هاتفين و800 ألف ليرة لبنانية و70 ألف ليرة سورية.

وفي الشمال عمد مجهولون لليوم الثاني إلى إحراق عدد من الخيام المشغولة من قبل عائلات سورية لاجئة في بلدة مشحة عكار، والأجهزة الأمنية تتابع التحقيقات.

كما أوقف الجيش اللبناني أمس عدداً من النازحين في دهم لأماكن تجمعهم في ساحة التل في طرابلس، فيما قام الطيران الحربي الإسرائيلي بالتحليق في أجواء منطقة مرجعيون الجنوبية، كما رفعت قوة عسكرية إسرائيلية عمودا جديدا للتجسس والتصوير قرب موقع السماقة في مرتفعات كفرشوبا.

إلى ذلك نشرت جبهة النصرة أمس عبر حسابها في "تويتر" صورا لجثث تقول إنها تعود إلى عناصر من "حزب الله" قتلوا في منطقة نحلة اللبنانية.

وأفادت مواقع تابعة للنصرة بأن عناصرها مع عناصر مقاتلة تابعة لتنظيم "داعش" هاجموا نقاط ميليشيات حزب الله في بريتال، وسقط 16 عنصرا من الحزب، وقام عناصر الجبهة بسحب ست جثث من عناصر الحزب أصبحت محتجزة لديهم.