لم تكن مباريات الجولة الـ12 من دوري عبداللطيف جميل أفضل حالاً من سابقاتها نتيجة تذبذب المستويات من شوط إلى آخر ومن مباراة إلى آخرى، رغم أهمية المباريات في هذه الجولة تحديداً سواء في "ديربي" الرياض أو "ديربي" الأحساء أو من خلال "الكلاسيكو" ما بين الاتحاد وضيفه الشباب.

ويعد الأهلي الوحيد من بين جميع الفرق ثباتاً على المستوى الفني، حيث أسقط التعاون وألحق به خسارة كبيرة.

"ديربي" متواضع فنياً

خالفت مباراة النصر والهلال توقعات كثيرين بمشاهدة مباراة مثيرة في مستواها الفني وفي النتيجة، خصوصاً مع أهميتها للنادين التقليديين ومنافستهما الشرسة على الصدارة، إلا أن المحصلة النهائية كانت في سيطرة هلالية مبكرة نتج عنها ارتطام الكرة في عارضة وقائم مرمى النصر، وشكوك كبيرة في ركلة جزاء لمصلحة الزوري، خلاف ذلك لم يظهر الهلال بشكل جماعي من بعد العشرين دقيقة حينما بدأ لاعبو النصر دخول أجواء المباراة، ومجاراة منافسيهم في منطقة المناورة التي عطلت بناء الهجمات الخطرة، حتى جاء الهدف الوحيد من ركلة جزاء نتيجة غفلة الزوري في تغطية محمد السهلاوي.

الصبر يجلب النقاط

رغم الاندفاع الهجومي من لاعبي الاتحاد مع انطلاق مواجهتهم للشباب، إلا هذه السيطرة والاستحواذ لم يهزا شباك وليد عبدالله الذي كان في قمة حضوره الذهني خلال المباراة، واستطاع مع خط الدفاع تحمل الضغط الاتحادي بعد أن عجز لاعبو الوسط عن مجاراة منافسيهم في الاتحاد.

ووضح الارتباك وسوء التغطية على محوري الشباب عطيف والخيبري وهو ما سمح لعبدالفتاح عسيري وماركينو بالتحرك بحرية كبيرة خلف محوري الشباب.

تأخر الاتحاد في الوصول لشباك وليد عبدالله زاد من الضغط العصبي على لاعبيه وأفقدهم التركيز في الدقائق الأخيرة حينما أخطأ العبسي في التعامل مع الكرة أمام حسن معاذ ما جعل الشباب يعاقب منافسه في الوقت بدل الضائع، فالصبر وتألق وليد عبدالله والمدافعين جلبا للشباب أغلى ثلاث نقاط هذا الموسم.

أحمر ونقطة تحول

تسببت البطاقة الحمراء التي نالها مدافع الفتح بدر النخلي في الدقيقة 49 بتفوق الند التقليدي هجر الذي تمكن من تعديل النتيجة بعد مرور خمس دقائق من حالة الاستبعاد، ومن ثم الفوز بثلاث النقاط كاملة وفي مرحلة مهمة في مشوار الفريق في الدوري، وبعد خسارة غير متوقعه من الشعلة في الجولة الماضية.

ورغم سرعة الأداء من الجانبين إلا أن المستوى الفني في المحصلة النهائية لم يصل إلى درجة مثالية نتيجة كثرة أخطاء التمرير من الجانبين وكذلك كثرة توقف اللعب.

الخليج يعاقب الفيصلي

لم تكن نهاية مباراة الفيصلي وضيفه الخليج متوقعة عطفاً على الأداء المميز الذي قدمه الفيصلي خلالها، وحصول مهاجميه على عدد من الفرص الخطرة على مرمى الخليج كانت إحداها في عارضة مرمى الأخير.

وكان العقاب قاسياً على لاعبي الفيصلي ومدربهم المتمكن بيمول حينما خطف حمزة الدردور الهدف الثاني وهدف الفوز للخليج في آخر ثواني المباراة، بعد أن كان لاعبو الفيصلي يبحثون عن هز شباك الخليج بعدد من الكرات الخطرة سواء عن طريق أطراف الملعب أو من خلال العمق، إلا أن هذه السيطرة على الرغم من الفرص الخطرة لم تجلب أي نقطة.

الكسار يحبط الشعلة

تصدى حارس مرمى الرائد أحمد الكسار لركلة الجزاء المبكرة للشعلة مع الدقيقة الثالثة كان بمثابة نقطة تحول هامة مع أول المباراة، خاصة مع الظروف المحيطة بالرائد وعجزه عن تحقيق أي فوز خلال الـ11 مباراة الماضية، وهذا ما ساعد زملاءه على العودة لأجواء المباراة سريعاً حتى تمكن الفريق من تسجيل الهدف الوحيد مع الدقيقة 29 واستطاع المحافظة عليه حتى نهاية المباراة.

أهداف الدقائق الأخيرة

تسجيل 16 هدفاً في هذه الجولة، سبعة أهداف منها في آخر دقائق المباراة يعطي مؤشراً سلبياً بأن هناك ضعفا في التركيز والتعامل مع هذه الدقائق الخطرة التي يصعب التعويض فيها، ورغم تحذيرات المدربين للاعبيهم بأهمية التركيز إلى آخر ثواني المباراة، إلا أن النسبة عالية جداً خلال هذه الجولة تؤكد ضرورة إعادة الحسابات ما بين اللاعبين والأجهزة الفنية لمعالجة هذا القصور لدى الغالبية العظمى من المدافعين.