في جريمة جديدة تضاف إلى سجله الإجرامي الحافل، عمد نظام الأسد خلال الفترة الماضية إلى استهداف المستشفيات والمراكز الصحية في المناطق الخارجة عن سيطرته، إذ استهدف طيران النظام أوائل الأسبوع الماضي مستشفى "الطب الحديث" بمدينة الميادين في دير الزور، مما أدى إلى سقوط 12 قتيلا بينهم طبيب ووقوع الكثير من الإصابات، كما استهدف بالصواريخ الموجهة مستشفى "أورينت" في ريف إدلب، مما أسفر عن سقوط 14 شخصا وعشرات الجرحى.

يعزو مراقبون هذا التوجه إلى محاولة تضييق الخناق على المعارضين، ومنعهم من علاج جرحاهم، مع غض الطرف عن المخاطر الكبيرة التي تترتب على المدنيين جراء تدمير هذه المؤسسات الطبية، لا سيما الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وضغط الدم.

ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هذا التوجه الجديد للنظام الأسدي، وأكد أمينه العام نصر الحريري في بيان رسمي أن تلك الممارسات تعد "خرقا لاتفاقية جنيف المتعلقة بحماية حقوق الإنسان في الحروب"، مذكرا أن هذه الجرائم صارت "سلوكا استراتيجيا يكرره نظام الأسد كسياسة منظمة في كل أنحاء سورية منذ انطلاق الثورة، إذ تعمّد استهداف المستشفيات والنقاط الطبية ومستودعات الإغاثة، إضافة إلى المباني السكنية". وأضاف "نظام الأسد استغل في جرائمه هذه ضد المدنيين، التي طالت حتى الجرحى والأطباء القائمين على هذه المستشفيات وتدمير المرافق الطبية، الصمت الدولي غير المسبوق، مما شجعه على أن يضرب بعرض الحائط كل القوانين الإنسانية والأعراف الدولية".

من جهة أخرى، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قتلى عناصر النظام خلال الأشهر الخمسة الماضية سجل ارتفاعا ملحوظا، مؤكدا مصرع 11 ألف من جنود الجيش النظامي والفصائل الموالية له، أي بمعدل 74 عنصرا كل يوم.

في سياق ميداني، سقط عشرات القتلى والجرحى أمس في ريف حلب، نتيجة قصف جوي من طائرات النظام، وقالت شبكة مسار برس إن مروحيات عسكرية ألقت أكثر من 5 قنابل عنقودية على مدن عندان وكفر حمرة وبيانون وحيان.

وفي ريف دمشق، أكد اتحاد تنسيقيات الثورة سقوط أكثر من 10 قتلى من قوات النظام في بلدة زبدين، بعد انفجار صاروخ بعربتهم، مضيفا أن قوات النظام قصفت مخيم اليرموك جنوبي دمشق.

وفي ريف إدلب، أكد ناشطون أن الثوار عثروا على أربع جثث في بئر داخل حاجز كان يخضع لسيطرة جيش النظام بإدلب، إذ ظهرت على الجثث الأربع آثار طلقات نارية.

وفي الريف الشرقي لحماة، أكدت مصادر إعلامية سقوط العشرات من عناصر الشبيحة أمس بين قتيل وجريح، عقب انفجار لغم أرضي زرعه الثوار بالقرب من قصر أبو سمرة بريف حماة الشرقي، واستهدف اللغم سيارة عسكرية محملة بعناصر الشبيحة، مما أدى إلى مقتل 30 عنصرا وإصابة 20 آخرين.