تلفتت روس المخاليق وين الملك العادل الصالح عبدالله بن عبدالعزيز الذي أحب شعبه وأحبته الأمة الإسلامية؟.. غادر الملك الصالح هذه الدنيا الفانية وتركها لنا وهي لا تساوي عند رب العزة والجلال جناح بعوضة، غادر ووارينا جسده التراب وترك لنا أعمالا جليلة أتت في عشر سنوات مضمخة بالخير الوفير والرزق العميم، مشاريع تنموية وإصلاحات قضائية وتوجيهات سديدة وذكريات محفورة في ذاكرة الشعب السعودي.

ثماني وعشرون جامعة و200 ألف مبتعث ومبتعثة وست مدن طبية، وأحد عشر مستشفى تخصصيا واثنان وثلاثون مستشفى عاما وإحدى عشرة جوهرة رياضية تضاف لجوهرة "جدة" وشبكة طرق، وحوار حضارات وتسوية علاقات مع كل الدول، ونقاء سريرة وطيب معشر وإصلاح في كل المجالات، كل هذا في عقد من الزمن.

وقف مع أشقائنا الفلسطينيين لأن فلسطين هي قضية الدولة السعودية ومحور تفكير القيادة دائما، ووقف مع مصر التي أوصانا بها خيرا النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - حتى استعادت توازنها، وأطلق مبادرة "إنشاء اتحاد خليجي" وسيرى هذا المشروع النور، وسيظل صاحب الفكرة هو محور كتابة تاريخ دول مجلس التعاون الخليجي، وفتح الملك العادل ملفات الفساد بعبارته الشهيرة "كائنا من كان" وحارب الإرهاب، وحمل الوزراء الأمانة، وكتب مشواره السياسي والإصلاحي بمداد من ذهب، مات العظيم عبدالله بن عبدالعزيز تاركا لنا منزل الدار الفانية، واختار منزل الخالدين عبر التاريخ، نحسبه في هذا المنزلة الرفيعة ولا نزكيه على الله.

تلفتت روس المخاليـق وين أنت؟.. وين العظيم؟ وعوّد الشوف مطعون.

نام السعوديون وولي أمرهم عبدالله واستيقظوا وولي أمرهم سلمان.. لا مشاحنات ولا فوضى.. ولا اغتيالات.. ولا حالة طوارئ، الكل آمن في سربه.. غفر الله لفقيد الأمتين العربية والإسلامية وأسكنه فسيح جناته.