كشفت مصادر صحفية مطلعة أن تنظيم داعش تمسك في مفاوضاته مع الحكومة اللبنانية بشأن العسكريين الذين ما زال يحتفظ بهم كأسرى، على أن يكون الوسيط الوحيد بين الطرفين هو الشيخ وسام المصري، وأضافت المصادر أن التنظيم لا يزال مستمرا في حملته العسكرية على جميع الفصائل والكتائب لإحكام سيطرته على الجرود، وأن أي وساطة مع "جبهة النصرة" لن يكتب لها النجاح من دون موافقته. مشيرة إلى أن لائحة المطالب التي نقلها المصري وتم عرضها على الحكومة ليست نهائية، وإنما هناك مطالب أخرى أبلغ بها المصري شفهيا وأبلغها إلى المعنيين، وتتعلق بتحييد الجيش اللبناني والمكونات اللبنانية الأخرى عن التدخل في الوضع السوري. وعدم التعرض للاجئين السوريين. ومضت المصادر بالقول إن موضوع المقايضة لا يشكل أولوية لدى المسلحين. وكان المصري قد امتنع عن الإدلاء بأي تصريحات صحفية عن تفاصيل لقائه بقادة تنظيم "داعش"، أو لقائه بأهالي العسكريين المختطفين في رياض الصلح وسط بيروت أول من أمس، مشيراً إلى أنه ليس لديه ما يضيفه، وقال "ما كان عليّ قوله أصبح في عهدة وسائل الإعلام، بانتظار الموقف الرسمي الذي سيصدر عن الحكومة".
وكانت المطالب التي نقلها المصري من تنظيم "داعش" إلى الحكومة اللبنانية وضعت الأخيرة تحت ضغط شعبي يمارسه ذوو المخطوفين، الذين أعلنوا أن الكرة الآن في ملعب الحكومة، لاسيما في ظل إعلان الأطراف السياسية كافة عدم ممانعتها من حيث المبدأ لأسلوب المقايضة، ودعت إلى بذل مزيد من الجهود لإنهاء الأزمة وإطلاق أبنائها.
من جهة أخرى تشيع طرابلس اليوم جثمان الرئيس الأسبق عمر كرامي الذي توفي فجر أمس، وقالت أسرته إن التشييع سيتم عقب صلاة الجمعة في مسجد المنصوري الكبير بطرابلس، ثم يوارى في الثرى في مدافن العائلة في باب الرمل. ونعت كل الأوساط السياسية كرامي، مشيرة إلى دوره الوطني الكبير، والمسؤوليات الجسيمة التي تولاها إبان تقلده المنصب الرئاسي. وقال رئيس تيار المستقبل سعد الحريري "بغياب الرئيس عمر كرامي تنطوي صفحة من كتاب وطني في حياة لبنان، صاغته عائلة كريمة قدمت عظيم التجارب والرجال. ونحن نخسر بوفاة الرئيس كرامي صوتاً رصيناً من أصوات الدعوة إلى الحوار، وركناً من أركان مدينة طرابلس التي كانت وستبقى بإذن الله منارة الإشعاع الوطني وعنواناً للاعتدال، الذي كان الرئيس الراحل رمزاً طيباً من رموزه والمدافعين عنه.
في سياق أمني عاد طيران العدو الإسرائيلي إلى انتهاك سيادة الأجواء اللبنانية والقرارات الدولية المتعلقة بهذا الشأن، لاسيما القرار رقم 1701. وذكر بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني أمس أن طائرة استطلاع تابعة للجيش الإسرائيلي خرقت الأجواء اللبنانية من فوق بلدة كفر كلا الجنوبية، ونفذت طيراناً دائرياً فوق منطقتي رياق وبعلبك البقاعيتين ومن ثم غادرت من فوق بلدة علما الشعب.