إذا كانت تجربة قطر التلفزيونية في جانب إنتاج المسلسلات التاريخية يشهد لها الجميع، فإن تعاون مجموعة mbc معه لإنتاج مسلسل "عمر" والذي يحكي سيرة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه. هذا التعاون يعني أنه في مجال التخصص لا يوجد "أحد أحسن من أحد"، لكن من الآن يمكن توقع ردود الأفعال من أصحاب النظرة الأحادية تجاه المسلسل. وستبدأ الأسئلة من اليوم إن لم تكن قد بدأت منذ أمس، هل ستظهر شخصية عمر كاملة؟ هل ستكون صوتاً بلا صورة؟.
وبعيداً عن هذا، فإن الأزمة التي قد يواجهها العمل، أي رواية تاريخية ستعتمد في العمل. من هم المشاركون في إعداد النص؟ وغيرها من التساؤلات المرتبطة بالأعمال التاريخية التي أصبحت أكثر من برامج الكوميديا حتى. من حق الأمم الافتخار بتاريخها، لكن هذا التاريخ الذي يرضي فئة ويغضب أخرى، ويقوم آخرون بتحريفه يحتاج إلى تحييد. وبالتأكيد في عالم إسلامي عربي تتعدد فيه الروايات، فإن المثال الأقرب لغضب الجميع كان في مسلسل "القعقاع بن عمرو" حين قام بعضهم بأخذه إلى منحى عنصري قبلي، وفئة جعلت العمل صراعاً بين السنة والشيعة. فهل سيكون في مسألة مسلسل "عمر" ردود الأفعال نفسها؟
ثاني الخلفاء الراشدين يحتاج إلى إعداد درامي وتلفزيوني ضخم، ولعل ما دعا mbc للتعاون مع تلفزيون قطر هو ما صرح به رئيس مجلس إدارة المجموعة وليد آل براهيم حين قال: إن التعاون ليس بسبب شح الموارد المالية، وإنما لخبرة قطر في هذا النوع من الدارما.
الخليفة الثاني يستحق عملا يليق بسيرته، ولكن الحديث عن التاريخ كثيراً ما يشبه التحسر والتندم على فترات السيادة والقوة والنفوذ في العالم الإسلامي، وكأننا نندب حظنا بأموالنا، ونترقب ونتحمس ونتفاعل، وينتهي مسلسل ويأتي آخر، والنتيجة أننا نحن أولئك الأولون، لم يغيرنا كتاب أو مسلسل.