تسيطر أجواء الاختبارات وحالة الاستنفار الطلابي التي تعيشها المدارس والبيوت، على غالبية المحادثات والهاشتاجات والبرودكاست في معظم وسائل التواصل الاجتماعي. وحاز معلم الرياضيات على النسبة الأكبر من القدح والسخرية في التعليقات اللاذعة والطرائف التي يطلقها طلاب وطالبات مراحل التعليم العام والجامعي، خلال الفترة التي تسبق اختبارات نصف العام ونهايته.

وجاءت كاريزما معلم الرياضيات التي يصفها الطلاب بالثقيلة وغير المهضومة، انعكاسا لما تحمله المادة من جدية وجفاف بحسب وصفهم. فيما قال آخرون إن معلم الرياضيات لا يمرض أبدا، والدليل أنه لا يغيب، حتى قال أحدهم ساخرا إن فنان العرب محمد عبده عندما غنى أغنيته "لو تغيب الدنيا عمرك ما تغيب" كان يقصد بها معلم الرياضيات.

ومن الطرائف اللاذعة التي تناقلها المغردون عن جدية معلم الرياضيات أنه عندما يسقط أحد طلابه مغشيا عليه في قاعة الدرس يقول لطلابه: لنستغل الوقت ونأخذ مثالا سريعا حتى تحضر سيارة الإسعاف.

وقال آخرون: يبدو أن من شروط تعيين معلم الرياضيات ومن العادات والتقاليد التي يجب أن يتحلى بها هي الجهل بالوقت حتى تنتهي حصته ويأخذ وقتا آخر يستقطعه من وقت الفسحة.

ولم تكن التعليقات الساخرة على شخصية معلم الرياضيات وثقل المادة حكرا على جيل اليوم، إذ قال إبراهيم "53 عاما" إن مادة الرياضيات كانت سببا في عدم إكماله تعليمه، إذ لم يتجاوز مرحلة الثاني المتوسط، وأطلق ساقيه للريح بعد علقة ساخنة من معلم الرياضيات لعدم إتقانه جدول الضرب.

من جهته، قال أحد معلمي الرياضيات بمدينة بريدة- رفض ذكر اسمه- إن كثافة الحصص الأسبوعية للمادة وطبيعتها الجافة وطول المنهج هي سبب هذا الجفاء بين الطالب ومعلمه، مضيفا أنه يسعى جاهدا إلى ردم هذه الهوة بمحاولة زرع الترفيه داخل الحصة، واستخدام الوسائل التعليمية في سبيل تبسيط المنهج، لكنه لا يجد لذلك نتائج تذكر.

وحول الطرائف التي يطلقها الطلاب على معلمي الرياضيات، قال مبتسما إن ذلك تنفيس طبيعي وإنهم يتلقونها بصدر رحب، موضحا أن هذا رد فعل طبيعي لمادة تعد من أصعب المواد في كل مراحل التعليم.