انطلقت قناة العرب.. سيناريوهات السياسة والاقتصاد تنوعت وتشابكت خلال الأعوام القليلة الماضية على الصعيد العالمي، ولحقتها الأحداث الرياضية والاجتماعية إقليميا ومحليا، وكانت محل اهتمام مختلف وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، فهناك من نجح في التناول الإعلامي والبقية يخوضون ويعيدون دون تقدم وتبصر.

نحن الآن أمام حاضر لا يقل تخمة عن سابقه من الملفات الشائكة، وعندما تنشأ قناة إخبارية جديدة فإن مهمتها صعبة من زاويتين: الأولى تكمن في خلق مكانها بالمنافسة، والثانية مدى توظيفها لمعطيات الإعلام الرقمي، فإذا كانت قناة العرب تعتقد أن المحتوى الفضائي هو كل شيء فسيكون ميلاد نهايتها، بل عليها تعميق موقعها الإلكتروني بمحتوى الشاشة عبر منهجية الكتابة والعرض الإلكتروني، مع الأخذ في الحسبان أن الشبكات الاجتماعية هي النافذة التسويقية الحقيقة للمحتوى.

"القصة التي تهمك" هو شعار القناة، ودلالاته العمل الميداني المكثف، وهو أمر متوقع إذا نظرنا إلى فريق العمل القادم من الصحافة المطبوعة وعلى رأسهم الصحفيين جمال خاشقجي وسعيد معتوق وطلال آل الشيخ، ولكن السؤال: ما نصيب الجانب الإخباري المحلي السعودي من تلك الشاشة الفتية؟

ستذهب قناة العرب إلى السياسة وتخوض في تفاصيلها وتجنح إلى قطاع المال والأعمال العربية والعالمية، ولكن يجب أن تكون أفراح وهموم الشارع السعودي المحلي من أولوياتها إذا أرادت أن تصل إلى الناس في وقت وجيز، كما أنها مطالبة بعمل جبار يوازي حجم الانتظار، فحملها وفصالها لم يكن في عامين.