بينما أكدت شرطة منطقة مكة المكرمة أمس أن الجهات الأمنية في شرطة محافظة جدة تلقت بلاغا من خمسة مواطنين يفيدون بتعرضهم لعملية نصب واحتيال من قبل سيدة أوهمتهم بتشغيل أموالهم في مساهمة مالية، وجمعت منهم مبالغ تصل إلى 1.4 مليون ريال، أكد أحد المساهمين لـ"الوطن" أنه أعطى لوحده هذه السيدة ستة ملايين ريال للدخول في هذه المساهمة التي يعتقد أنها جمعت من ورائها مبالغ تصل إلى 500 مليون ريال ومن ثم هربت إلى خارج البلاد.

وقال المتحدث باسم شرطة منطقة مكة المكرمة المقدم الدكتور عاطي عطية القرشي، في بيان أمس، "إن شرطة محافظة جدة تلقت بلاغا من قبل خمسة مواطنين يفيدون بتعرضهم لعملية نصب واحتيال من قبل سيدة سعودية تتمثل في جمع مبالغ نقدية وصلت إلى نحو 1.4 مليون ريال، بعد أن أوهمتهم بتشغيلها في مساهمات مالية تعود عليهم بأرباح عاجلة".

وأضاف بأن "البحث والتحري عن المتهمة جاريان، وسيتم إجراء اللازم لضبطها، ومن ثم إحالتها إلى الجهات المتخصصة"، مؤكدا أن وزارة الداخلية دعت في وقت سابق إلى ضرورة توخي الحذر من مثل تلك المساهمات المالية متعددة الأساليب، وسرعة إبلاغ أقرب مركز شرطة عن أية عمليات مماثلة سواء كانت داخلية أو خارجية يشك في مصدرها وأهدافها.

من جهته، أكد فهد محبوب محامي مجموعة من المساهمين أنه تقدم بشكوى ضد السيدة للجهات المختصة قبل أسبوع، وتم إعداد محضر بالواقعة، مشيرا إلى أن عملاءه أسهموا معها بمبلغ وصل إلى 1.2 ريال، وتوجد مجموعة أخرى تعتزم رفع شكاوى للشرطة.

إلى ذلك، أوضح مساهم آخر - تحتفظ "الوطن" باسمه - أن المرأة أوقعت بأكبر عدد من المساهمين، وقال "إنها أرسلت أمس رسالة نصية موحدة لعدد كبير من عملائها نصت على الآتي: "عملاؤنا الكرام نتقدم إليكم بأشد الاعتذار عن الرسالة النصية التي وردتكم بالأمس من مكتبنا، ونود أن نفيدكم بأنها كانت مجرد اجتهاد شخصي من إحدى الموظفات وتمت محاسبتها، علما بأن المدة لن تكون أكثر من أسبوعين ابتداءً من الأحد المقبل، وتقبلوا خالص اعتذارنا وشكرنا لكم على تعاونكم".

فيما كشف أحد المشتكين، وهو من جنسية عربية، أنه أسهم وشقيقه مع المرأة بنحو 800 ألف ريال، وأن أحد أصدقائه أسهم هو وأسرته معها بمبلغ أربعة ملايين ريال. وقال إن "مساهمين اقترضوا مبالغ مالية وشاركوا بها مع السيدة"، مشيرا إلى أن من ضمن الألاعيب التي استخدمتها إعطاءها شيكات للمساهمين ومن ثم إعلانها فقدان الدفتر".

وأضاف، أن "عدد موظفات المكتب التابع للسيدة في جدة يتجاوز العشر موظفات، وكل واحدة منهن تتعامل مع أكثر من 100 عميل، ولو أن كلاًّ منهم أسهم بـ100 ألف ريال لأصبح المبلغ مهولا"، مؤكدا أنها فضلا عن هروبها للخارج لم تعط أي مساهم مستندا رسميا بأمواله.

وكانت "الوطن" نشرت أمس تقريرا عن القضية بعنوان "التحقيق في هرب عشرينية جمعت نصف مليار من مواطنين".