في مقدمة المكاسب التي حققتها طيلة عملي الرياضي ـ في التدريب تحديدا ـ أنني حظيت بشرف الالتقاء بقيادات عليا في الدولة خلال مناسبات رياضية عدة، وفي مقدمة هذه القيادات والرموز المغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله)، وذلك في ثلاث مناسبات رياضية مهمة، كانت الأولى استقبال الوالد القائد لبعثة منتخب المملكة للناشئين لكرة القدم بعد تحقيق المنتخب السعودي كأس العالم للناشئين 1989 في أسكتلندا، وكنت ضمن أفرادها في الجهاز الفني.

وكانت الثانية استقباله (يرحمه الله) للمنتخب الأول بعد التأهل الأول لنهائيات كأس العالم بالولايات المتحدة 1994، بقيادة المدرب الوطني محمد الخراشي حين كنت أحد مساعديه.

أما الثالثة فكانت استقباله للمنتخب الأول بقيادة المدرب الوطني محمد الخراشي بعد تحقيق المنتخب السعودي (وللمرة الأولى) كأس خليجي 12 في أبوظبي 1994.

هذا الرصيد الذي أعتز وأفخر به، هو جزء من تاريخي الرياضي الذي أعتز بأنه اقترن باستقبالات الملك عبدالله بن عبدالعزيز (كان وقتها وليا للعهد، يرحمه الله)، هذا الإنسان الكبير بروحه العالية وتقديره وتكريمه للرياضيين في عدد من المناسبات الرياضية.. هو الوالد الذي ودعناه قبل أيام، وداعا بحجم حزن هذا الشعب، وحجم محبتنا له، ومحبته لنا، وفي رحيله تضيق كل مفردات التعبير التي تجسد الفقد والرحيل، ويحضر الدمع والبكاء وكل أشكال التعبير عن هذا (الحزن)، لكن عزاءنا، وعزاء أبناء هذا الوطن في القيادات العليا التي ستواصل مسيرة البناء والعطاء التي سيقودها بنفس الروح والأمانة والمسؤولية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) وأعانه المولى على مواجهة كل تحديات التنمية والمستقبل مع رجال أبطال وشجعان على نفس القدر من الثقة، والمسؤولية، وفي مقدمتهم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، ومن خلفهم شعب وفي مخلص يمنحهم الولاء ويكافئهم بالدعوات الصادقة لما يحقق خير وأمن واستقرار وبناء ورخاء هذا الوطن، والعزاء موصول لكل أبناء الفقيد الغالي (أبومتعب) الأمراء خالد، ومتعب، وعبدالعزيز، وفيصل، ومشعل، وتركي، وسعود، ومنصور، ومحمد، وماجد، وسعد، ومشهور، وبدر، وبندر، وسلطان.

وقفة تأمل

قال العقيد عبدالعزيز بن بداح الفغم المرافق الشخصي للملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله) حين طلب من الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني إهداءه (بشت) الوالد الراحل:


يا متعب أنا وإيـاه عشـرة اسنين تكفى طلبتك عطني ريحة الغالي

حرست جنازته مع فوج المصلين مـن عقـب خوتـه في عشر اقبالي

من ويـن مـا تمشـي تلـده العين لـين صـار أبـوي وعمـي وخـالي

تكفى طلبتك وانـت ولد السلاطين بشـت أبـوك هــذا اللـي بقـالـي