تابعت الأوساط الإعلامية المحلية والعربية والدولية باهتمام بالغ الخطاب الملكي السنوي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، الذي ألقاه نيابة عنه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الثلاثاء الماضي.

وتوالت الأصداء الإعلامية للمضامين الضافية لكلمة خادم الحرمين الشريفين، حيث تناولت مختلف وسائل الإعلام بالتحليل واستطلاع الآراء لما تناوله خادم الحرمين الشريفين في خطابه السنوي بالمجلس من مواقف ورؤى ترتكز عليها المملكة في سياساتها الداخلية والخارجية.


الأمن الداخلي


أبرزت الكلمة اهتمام قيادة المملكة بملف الأمن الداخلي على الصعيدين الميداني والفكري لمجابهة قوى الشر والظلام اللذين أكد خادم الحرمين الشريفين في كلمته أن لا مكان لهما بيننا، حيث يقول "وليعلم من يرتهنون أنفسهم لجهات خارجية تنظيمات كانت أم دولاً أنه لا مكان لهم بيننا وسيواجهون بكل حزم وقوة"، كما تناول عدد من وسائل الإعلام الدولية جهود المملكة في مجال مكافحة الإرهاب العالمي والتحذير من انتشار هذا الداء.


السوق البترولية


وفي مجال السوق البترولية اهتم عدد من المراقبين الاقتصاديين بتحليل الرؤية الملكية للسوق وما تتعرض له من تطورات، باعتبار أن المملكة أحد أهم الفاعلين في سوق النفط، ووجودها ضمن أكبر اقتصادات العالم في مجموعة العشرين، وطمأن خادم الحرمين الشريفين المواطن السعودي فيما يخص ملف السياسة البترولية أن المملكة ستبقى مدافعة عن مصالحها الاقتصادية، ومكانتها العالمية ضمن منظور وطني، يراعي متطلبات رفاهية المواطن، والتنمية المستدامة، ومصالح أجيال الحاضر والمستقبل.


إصلاح وتطوير


واهتمت وسائل الإعلام والمحللون بمختلف التوجهات السامية فيما يخص الجانب الإصلاحي والتطويري، حيث لفت النظر إلى أن التطور الحقيقي هو الذي يتم وفق خطى موزونة، تراعي متطلبات الإصلاح، والقرارات الرشيدة يتم اتخاذها بعيدا عن العواطف، وتصب في صميم مصلحة الوطن والمواطن.

كما أبرزت الرؤية الملكية الشاملة التي تهتم بالمواطن ومتطلباته فيما يخص الجانب التنموي، حيث أعرب الملك عن أمله في أن تكون خطة التنمية العاشرة التي أقرها مجلس الشورى أخيراً ذات مردود أكثر من الخطط السابقة بما تتضمنه من مسارات تنموية مهمة لرفع المستوى المعيشي وتحسين نوعية الحياة والارتقاء بالخدمات والمرافق وكفاءتها، وتحسين آليات تنفيذ البرامج والمشاريع ومتابعتها بما يضمن ترشيد الإنفاق واستدامة تلك المشاريع وتوازنها بين مختلف مناطق المملكة.


المرأة والتنمية


كما اهتمت وسائل الإعلام بما تضمنته كلمة خادم الحرمين حول مشاركة المرأة في تنمية وصنع القرار الوطني، حيث قال: "عملت دولتكم على تشجيع مشاركة أوسع للمرأة ضمن ضوابط الشرع الحنيف، ولا شك أن وجود ثلاثين عضوا من النساء في مجلسكم هذا خير دليل على هذه المشاركة الواعية والفاعلة التي تنعكس إيجابا على الحياة الاجتماعية والاقتصادية في وطننا الغالي".


أولويات


ومن منطلق حرص القائد على شعبه اهتم خادم الحرمين الشريفين بعدد من الملفات التي تشكل أولويات لدى المواطن، وتتفاعل وسائل الإعلام معها بشكل يومي وهي ملفات التعليم والصحة والقضاء والإسكان وإيجاد فرص العمل، والنقل العام، حيث قال: إن ما تحقق لا يرتقي إلى ما نسعى إليه، ويطمح له المواطن فطموحاتنا لا تقف عند حد، وسعينا دائب، ومستمر للحفاظ على ما تحقق من مكتسبات وتحقيق المزيد من المنجزات، وستستمر الدولة في نهجها التنموي لخدمة المواطن وتحقيق أمنه ورخائه ورفاهيته.