هل سألت نفسك: لماذا اشتهرت رسمة "أحمد زهير" التي قام خلالها بنقل صورة للملك عبدالله رحمه الله؟ لماذا تناقلها الناس والتقطوا جوارها الصور التذكارية؟ لماذا أصبحت مادة صحفية؟ لماذا بيعت بمبلغ ضخم؟
كثير من الرسومات فاقت هذه الرسمة. وكثير من الصور والعبارات الحزينة امتلأت بها مواقع التواصل كـ"انستقرام" وغيره. ومئات الرسومات المرفقة بالقصائد امتلأ بها الفضاء. بل حتى هذه الرسمة كانت محاكاة لصورة التقطتها إحدى الأميرات من بنات الملك الراحل رحمه الله. ما هو السر في رأيك؟!
السبب ـ وأنا هنا أعرض وجهة نظري ـ أن هذا الرسام مارس هوايته أمام الناس. خرج بموهبته أمام الناس. أخذ "فراشه وفرشاته"، وألوانه واتخذ مكانا جوار البحر، بدأ الناس يدفعهم الفضول إلى الوقوف أمام هذا الرجل الحزين. ماذا يفعل؟ ماذا يرسم؟
وحينما بدأت ملامح الرسمة تتشكل ازداد حجم التفاعل معه. تجمع الناس ينتظرون اكتمال المولود. توقفت السيارات العابرة. توقفت الحركة في الشارع. تم التقاط الصور له لحظة بلحظة. بدأ الخبر ينتشر. ازدحم الشارع الصامت. تحول إلى كائن ينبض بالحياة. أصبحت اللوحة هي الحدث الأبرز في ذلك المكان. أصبحت لسان الشعب المعبّر تجاه فقيدهم الراحل. جاء زهير "يطل" فغلب الكل!
وهذا ما طالبت به أكثر من مرة ـ آخرها نهاية 2013 ـ أن تخرج الفعاليات من إطارها التقليدي. أن تخرج أنشطتنا إلى الشارع. أن نسير بها نحو أماكن الناس وممراتهم وأرصفتهم ومقاهيهم. كما يحدث في بعض دول العالم حينما نشاهد جزءا من حضارة تلك البلاد في الهواء الطلق. فنون، فعاليات، معارض، لوحات فنية، فلكلور. كلها تعرض أمام الناس بصورة حضارية منظمة جميلة في أماكن مخصصة لذلك. يشاهدونها الناس في طريقهم وجولاتهم بل وأثناء ممارستهم رياضة المشي. بعيدا عن دور العرض التقليدية الخانقة.
الخلاصة: أخرجوا أنشطتكم إلى الميادين العامة. مارسوا هواياتكم في الهواء الطلق. لماذا تخنقون أنفسكم في الأقبية المغلقة؟!