إن كنت لا تعرف معنى الكلمة العامية: "المجاكر"، فدعني في البداية أجتهد في شرح مختصر لها: إذ إنها ببساطة تعني "الهياط"، ولكن بإضافة شيء من الاستفزاز للطرف المهايط عليه.
بيد أن "المجاكر" يعد في أصله وتطبيقه ممارسة نسوية بحتة، كارتداء فتاة جميلة فستانا غاليا فقط لإثارة غيرة الفتيات الأخريات، وهكذا دواليك.
المشكلة هنا ليست في "المجاكرة" نفسها، كونها تقليدا نسائيا موغلا في القدم، لكن المشكلة في توسع "المجاكرة" وتمددها في المجتمع، إذ إن الأمر تجاوز لدى الكثيرين من الرجال والنساء مجرد "الهياط" على أصدقائهم وأحبائهم وحتى مجمل الناس، إلى محاولة استفزاز الآخرين بأي شيء يوجد تحت أيديهم.
فالهدف من تصوير ساعة فاخرة أو أساور ألماسية في وسائط الاتصال الاجتماعي ـ مثلا ـ ليس مشاركة اللحظة الجميلة مع الآخرين بقدر ما هي محاولة "مجاكرة" الآخرين واستفزازهم دون سبب منطقي، ولك أن تلاحظ التركيز على اسم العلامة التجارية في أي صورة من صور هؤلاء حتى تدرك إلى أي درك وصلنا!
والداهية الكبرى هنا أن هذه "المجاكرة" مفرغة من معناها الأساس، فلا هذه الفتاة ولا هذا الشاب قادر على العيش بمثل هذا الأسلوب "المجاكري"!
لكن السؤال هنا: ما مدى السعادة الزائفة التي يحس بها "المجاكر" نفسه؟ أم إن سعادته تتوقف على لفت نظر غيره ثم إغاظته؟ أم على نجاحه في استعراض ما يملك دون الناس؟ أم هو مركب نقص يحاول استعادته بأي طريقة؟
في الحقيقة، لا أعرف الإجابة عن كل هذه الأسئلة.
بيد أنني أعرف أن طائفة المجاكرين هؤلاء مستمرون في ابتكار وسائل لفت النظر، ومستمرون في "الفشخرة"، وأسأل الله ـ عز وجل ـ أن يشفيهم ويعيننا عليهم.