أنهى الأمن اللبناني أمس ما أسماه وزير الداخلية نهاد المشنوق "أسطورة" سجن رومية "الشهير"، وفكك غرفة عمليات أصدرت أمر تنفيذ تفجيرات طرابلس السبت الماضي، التي ذهب ضحيتها تسعة قتلى و37 جريحا.

وبعد 48 ساعة من عمل إرهابي استهدف مقهى في منطقة جبل محسن شمال لبنان، رصد الأمن اللبناني صدور أوامر العملية من داخل السجن.

وطالب السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري بسرعة النظر في قضايا السجناء السعوديين بسجن رومية، وذلك بناء على وعود سابقة من وزير العدل أشرف ريفي، ورئيس القضاء اللبناني لإنهاء هذا الملف. عسيري قال لـ"الوطن" "خصصنا محاميا متخصصا في قضايا الإرهاب لمتابعة ملف السعوديين في سجن رومية، وهم تسعة أشخاص، اثنان منهم متهمان بالمخدرات والبقية بتهم إرهاب. المسؤولون اللبنانيون يعتذرون بعدم وجود قاعة تستوعب جميع المتهمين بالإرهاب، ويبدو أن ذلك هو الذي حال دون إنهاء الملف"




لم يكد يمر يومان على عملية التفجير المزدوجة التي نفذها انتحاريان في إحدى مقاهي منطقة جبل محسن في مدينة طرابلس شمال لبنان، وأدت إلى سقوط نحو تسعة قتلى وأكثر من 37 جريحا حسب الإحصاءات النهائية، حتى أقدمت قوات الأمن اللبناني على اقتحام سجن رومية الذي يضم العناصر الإرهابية المتشددة، إذ قامت بتنفيذ الخطة الأمنية التي سبق الاتفاق على تفاصيلها بين كل القوى الأمنية والجيش اللبناني.

وشاركت أعداد ضخمة من الجنود في العملية، مدعومة بغطاء جوي من عدة طائرات مروحية. واستهدفت الخطة المبنى "ب"، إذ يتم حجز وتوقيف أكثر العناصر خطورة.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الأجهزة الأمنية حصلت على معلومات موثوقة تؤكد أن الأوامر بتنفيذ تفجير المقهى في طرابلس صدرت من موقوفين في السجن، وأنه تم بعد رصد اتصالات بين موقوفين في المبنى "ب" ومجموعة متطرفة وعناصر من "داعش" قبيل عملية التفجير.

وأشارت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان إلى أن قوى الأمن نقلت عددا من السجناء من المبنى "ب" إلى المبنى "د"، وقد قام بعض السجناء بأعمال شغب فعمدوا إلى افتعال الحرائق احتجاجا على الإجراءات الأمنية التي تنفذها عناصر حراسة السجن".

كما أجرت العناصر الأمنية عمليات تفتيش دقيقة وسط السجناء داخل المبنى "ب". وكانت قوى الأمن الداخلي قد أصدرت بيانا أعلنت فيه عن قيام وحداتها بعملية تفتيش عن الممنوعات في سجن رومية من ضمنه المبنى "ب" حيث الموقوفين الإسلاميين، ما دفع بعض السجناء إلى افتعال أعمال شغب وإشعال الحرائق لعرقلة سير عملية الدهم والتفتيش.

وقال وزير الداخلية، نهاد المشنوق "عملية الدهم والتفتيش تمت من دون وقوع إصابات خطرة، ولم تشهد إصابة أي من العناصر الأمنية"، في حين أشارت مصادر في الوزارة مواكبة للعملية أنه تم نقل سجناء مبنى "ب" من الإسلاميين إلى المباني الأخرى التابعة للسجن.

واستبقت القوى الأمنية عملية اقتحام السجن بفرض إجراءات أمنية مشددة، فعمدت إلى قطع الطرق المؤدية إلى محيط سجن رومية لمنع أي تجمعات بشرية في المنطقة، في وقت نفذت وحدات الجيش اللبناني في مدينة طرابلس انتشارا أمنيا، وعززت انتشارها وإجراءاتها الأمنية في محيط سجون محافظة الشمال.

في غضون ذلك، هددت جبهة النصرة أمس، باتخاذ إجراءات ضد الجنود اللبنانيين المحتجزين لديها، وذلك عقب ساعات من اقتحام قوى الأمن اللبناني للمبنى، وقالت جبهة النصرة عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "نتيجة التدهور الأمني في لبنان، ستسمعون مفاجآت في مصير أسرى الحرب لدينا، فانتظرونا"، في إشارة إلى الجنود اللبنانيين الذين تحتجزهم. وأضافت في تغريدة أخرى "ردا على العملية الأمنية، السؤال نسأله لأهالي المخطوفين: هل المطلوب منا تصفية أبنائكم؟ لا تلومونا إذا بدأنا بتغيير أسلوبنا مع العسكريين".في هذه الاثناء، عاد السفير السعودي في لبنان علي بن عواض عسيري طالب السلطات اللبنانية بمحاكمة السعوديين المعتقلين في سجن رومية، واكد تكليف محامي خاص في قضايا الارهاب لمتابعة الملف.عسيري قال لـ"الوطن" تبقى 9 سعوديين 2 متهمين بقضايا مخدرات و7 بتهم الارهاب يجب على السلطات اللبنانية سرعة النظر في قضاياهم حسب المفاهمة السابقة مع وزير العدل ورئيس القضاء اللبناني.