كانت ندوة عكاظ الأولى "دور الشباب في مواجهة الإرهاب" فرصة سانحة للشباب لمناقشة المتحدثين من وزارات ذات علاقة بحماية عقول النشء وعرض وجهات نظرهم بكل شفافية. وحضر صوت الشباب بقوة في الندوة التي ناقشت قضية الإرهاب، إذ طالب عدد من الشباب المشاركين بتفعيل الحوار من خلال منتديات حوارية تبدأ من أول مراحل التعليم، مطالبين في الوقت ذاته بإعادة النظر في المناهج في التعليم العام والتخلص من مناهج التلقين والحفظ ومتسائلين لماذا لا تكون هناك مقررات ترفع من معدل الثقافة واحترام أصحاب الديانات السماوية الأخرى، وإعادة النظر في المناهج الدينية من قبل لجان متخصصة خصوصا فيما يتعلق بمسائل الجهاد والبيعة وعلاقة الحاكم والمحكوم والتكفير والحاكمية والتسامح بين المذاهب والأديان.

وكشف المتحدثون في الندوة أنهم يعانون في الجامعات السعودية من غياب الوعي بحقوقهم وواجباتهم مقترحين إضافة منهج في المرحلة الجامعية لحقوق المواطن.

وجاء من بين مقترحات الشباب أن يكون هناك تعاون بين وزارة التعليم العالي ووزارتي الداخلية والدفاع لإضافة متطلب جامعي وهو التجنيد الإجباري.

وأيدت الشاعرة هند المطيري - من ضيوف عكاظ- في مداخلتها مطالبة الشباب بالتجنيد الإجباري قائلة لم نجند الشباب وأتي غيرنا وجندهم، مطالبة بأن يكون بديلا للاختبارات التحصيلية. وتساءلت المطيري قائلة: هل تعتقد وزارة التربية والتعليم بأن مناهج التربية الوطنية كافية للتصدي أمام المقررات الأخرى المناقضة لفكرتها، كمادة التاريخ التي ترسخ أن التاريخ الإسلامي بدأ دمويا، وأن خارطة العالم الإسلامي كانت تمتد من الصين شرقا حتى المغرب غربا، وكيف يمكن أن نقنع الطالب باحترام الجغرافيات العالمية اليوم، وكذلك المقررات التي تقول إن الجهاد واجب.

وفي حين غاب عن الندوة ممثل وزارة التعليم العالي وممثل وزارة الشؤون الإسلامية استعرض الدكتور عبدالرحمن محمد البراك من وزارة التربية والتعليم، والعميد علي أحمد الزهراني من وزارة الداخلية، دور الشباب في مواجهة الإرهاب وجهود وزارتي التربية والداخلية بمشاركة أربعة من طلاب جامعات المملكة وعدد من ضيوف سوق عكاظ وطلاب وطالبات الجامعة.

وقال البراك في مداخلته: إن محاربة الإرهاب تبدأ من مبدأ الاعتزاز بالدين والولاء للملك والانتماء للوطن، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من تفعيل دور الأسرة وربطه بالمدرسة وإلى مزيد من برامج الحوار، مشيرا إلى أنه لا يمكن القضاء على الفكر، ولكن يمكن بناء الإنسان في فكره وتوجيهه.

وأشار إلى أن وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل وجه بإنشاء مجالس لسماع الشباب في المملكة ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم يرتكز على برامج الشباب، وهناك 320 مركز حي محل اهتمام ومراجعة وتطوير مستمر في وزارة التربية.

وعن دور المعلم قال البراك "أتفق مع الطرح القائم مع إعداد المعلم كي يكون أكثر مهنية، وهناك اتفاقية وقعت بين وزارة التربية والتعليم لإعداد المعلم".

وأكد على أهمية توضيح حقوق الطلاب وواجباتهم متفقا مع بعض المداخلين على أن مقرر التربية الوطنية غير كاف.

وتحدث العميد الزهراني عن المناصحة الوقائية، وقال إنها موجودة من خلال محاضرات، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية لا تسمح بخروج من اجتاز برنامج المناصحة وانتهت عقوبته إلا بعد تأهيله للمجتمع فقط من خلال المنح الدراسية والبحث له عن وظيفة، ومتابعته بتعاون مع الأسرة وكذلك بمشاركة متخصصين.

وناقشت الندوة سبل توعية الشباب والفتيات في كيفية مواجهة الإرهاب والرد عليه والوقوف صفا واحدا في دحض الإرهاب بكل أشكاله وألوانه التي يظهر بها كل يوم من أجل الفتك بأمن البلد وهدم فكر الشباب.