التطرف ملة واحد، حتى لو اختلفت المذاهب والأديان.. فإما أن نرفض التطرف بكل أشكاله وإلا فإننا نمارس التطرف ذاته..!

حين هاجم متطرفون فرنسيون مجلة فرنسية متطرفة حُمل "الإسلام" التهمة، وحاولنا - نحن المسلمين - أن نتبرأ من تلك الأفعال، وحاولنا أن نقنع العالم بأن "الإسلام" بريء من تلك التصرفات التي تعبر عن رأيها بـ"القتل"..!

ولم تكن كل التهم التي توجه لـ"إسلامنا" من الغرب، بل كان جزء كبير منها من "بعضنا" الذين لم يتورعوا عن "جلد الذات" رغم أن تلك الهجمات كانت "فردية" ولم تمثل جهة غير تنظيم إجرامي تبناها، وهو غير مرغوب فيه في الدول الإسلامية، بل إنه مطارد من الدول الإسلامية أكثر من الدول الغربية..!

أول من أمس، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن الطفلة الفلسطينية "ملاك الخطيب" التي توصف بأنها أصغر معتقلة فلسطينية في سجون دولة الاحتلال، وجاء إطلاق سراحها بعد اعتقالها 45 يوما، ولم تتبرأ دولة الاحتلال الإسرائيلي من تلك الجريمة، بل لم تخجل من تصرفها ضد "طفلة".. وهي الدولة التي شاركت في التنديد بالهجمات الإجرامية ضد المجلة المتطرفة في فرنسا..!

تناقلت كل وكالات أنباء العالم صور وصول الطفلة ملاك ذات 14 عاما إلى حاجز عسكري إسرائيلي قريب من مدينة طولكرم بسيارة إسرائيلية مخصصة لنقل المعتقلين، ولم تمنع دولة الاحتلال الإسرائيلي تلك الوكالات من تصوير الطفلة وتناقل أخبارها، وكأنها لا تخجل من تصرفها الإجرامي بحق "طفلة".. وكأنها لا تقيم أي وزن لمنظمات العالم التي تقيم الدنيا ولا تقعدها حين تسجن "سيدة" بتهمة مخالفة النظام في بلادها..!

أين حقوق الإنسان؟ أين منظمات العالم؟ أين الإنسانية..؟

لماذا لا يثير اعتقال "طفلة" وهي عائدة من مدرستها منظمات العالم..! لماذا السكوت على محاكمة طفلة بتهمة إلقاء الحجارة وحيازة سكين وبلدها "محتل"..!

لماذا تخرس كل المنظمات ويصمت كل الحقوقيين والحقوقيات على 213 قاصرا فلسطينيا في سجون الاحتلال الإسرائيلي..!

(بين قوسين)

"يا قدس يا سيدتي معذرةً فليس لي يدان..

وليس لي أسلحة وليس لي ميدان..

كل الذي أملكه لسان..

والنطق يا سيدتي أسعاره باهظة، والموت بالمجان".