بدافع حب الوطن وبهدف مشاركة الآخرين روعة المكان والزمان، شمّر ثلاثة من شباب تبوك عن سواعدهم للتعريف بكنوز منطقتهم الطبيعية والتاريخية، بإنتاج أفلام وثائقية قصيرة، ونشرها عبر وسائل الإعلام الجديد.

وفيما يستعد الشبان خلال الأيام المقبلة لطرح فيلم وثائقي بعنوان "جورجس رحلة الخبز الأخيرة"، قال المصور الفوتوجرافي، وعضو الفريق وائل الخالد لـ"الوطن" أمس، إن "الهواية جمعتني بالمخرج السينمائي المهندس خالد المسلم، ومحلل الطقس حسين العمراني، واتفقنا على استثمار مواهبنا الفنية والتقنية في الترويج السياحي لمعالم منطقة تبوك، من خلال إنتاج أفلام وثائقية تسهم في توفير معلومات سياحية عنها، خصوصا في ظل قلة المعلومات عن المنطقة"، مؤكدا أن مبادرتهم جزء من مسؤوليتهم الاجتماعية.

وأضاف الخالد "أنهينا الأسبوع الماضي تصوير السفينة اليونانية "جورجس" التي تجثم قبالة شواطئ محافظة حقل منذ 38 عاما بعد غرق مقدمتها نتيجة خلل لم تعرف أسبابه، وبعدما تحول موقعها إلى مزار سياحي لكثير من الناس من داخل وخارج المنطقة، ارتأينا أن نوثق قصة تلك السفينة والأحداث التاريخية التي مرت بها".

وأوضح قائلا "بدأنا مرحلة المونتاج، باستخدام أجهزتنا الخاصة التي كلفتنا نحو 12 ألف ريال، إذ إن جميع أعمالنا تتم بجهود ذاتية، ودون دعم من أي جهة حكومية".

وحول قصة السفينة جورجس، أجاب الخالد "السفينة كانت ملكا لإحدى شركات الملاحة اليونانية، وانطلقت في رحلة تجارية عام 1378هـ من اليونان إلى ميناء العقبة الأردني، وكان على ظهرها نحو 850 طنا من الطحين، وأثناء محاذاتها مدينة حقل تعرضت إلى حادث اصطدام بالشعاب المرجانية، بعد ذلك اشتراها أحد أعيان حقل ويدعى عامر السنوسي، ثم باعها لرجل أعمال أردني، ونظرا لتعطلها واحتراق أجزائها الداخلية، بقيت في مكانها محملة بذكريات الطحين والبحارة، وصارت بيئة طبيعية لعدد كبير من الأسماك، الأمر الذي جعلها مقصدا للسياح وهواة صيد الأسماك".

يذكر أن الشبان الثلاثة أنتجوا فيلم Tabuk Snow وثقوا فيه عاصفة هدى الثلجية التي تعرضت لها منطقة تبوك الشهر الماضي، وحظي بأكثر من 152 ألف مشاهدة على موقع "يوتيوب"، فيما استقبلهم أمير المنطقة الأمير فهد بن سلطان، ووجه حينها هيئة السياحة بدعمهم، ورعاية أنشطتهم.