أكدت مديرية المياه في منطقة عسير أن موضوع نقل مياه الصرف الصحي المعالج من خلال مجرى وادي بيشة أمر طبيعي لكون الأودية هي المجاري الطبيعية لمياه الصرف الصحي، إذ إنه يمكن التخلص من مياه الصرف الصحي المعالجة المطابقة للمعايير في الأراضي الفضاء أو مجاري الوديان أو المصارف الزراعية.. إلخ وتصرف المياه المعالجة ثلاثيا إلى وادي بيشة بما يتوافق مع نظام مياه الصرف الصحي المعالجة وتنبهت المديرية إلى احتمالية وصول المياه إلى بحيرة سد الملك فهد منذ ست سنوات وبالفعل تشكلت لجنة لدراسة أفضل السبل لتجنيب بحيرة السد وصول المياه المعالجة إليها وأوصت اللجنة بنقل المياه إلى منطقة صحراوية ترتبط بالربع الخالي، إلا أن أهالي بيشة تقدموا بطلب للاستفادة من هذه المياه لمشروع متنزه بيشة الوطني وري أشجار النخيل ودعم زراعة تكاد تنقرض بسبب قلة الأمطار وجفاف الآبار وبعد تشكيل عدد من اللجان في هذا الشأن تم تأييد فكرة الاستصلاح والاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة لري أشجار النخيل وكذلك الري الزراعي المقيد لتقوم المديرية بإعداد دراسات وتصاميم جديدة تتفق مع الطرح المؤيد لفكرة الاستفادة من هذه المياه وكانت هذه الدراسات تراعي أمرين:

أولهما: تفادي وصول مياه الصرف الصحي المعالج إلى سد الملك فهد ببيشة. وثانيهما: تحقيق رغبة الأهالي في الاستفادة منها، وهو ما عزز من قبل ذلك وفد من محافظة بيشة المكون من المحافظ وبعض المسؤولين في المحافظة وعدد من مزارعيها لتجربة محافظة الأحساء وتجربة منطقة الرياض في وادي حنيفة ومعاينة مدى إمكان تطبيق هذه التجربة في محافظة بيشة، لا سيما أن مياه الصرف الصحي الناتجة من محطات المعالجة معالجة ثلاثيا، إلا أن اعتراضات الأهالي على مسار الخط المذكور أجلت تنفيذه لفترة طويلة رغم أنه عبارة عن خط أنابيب مغلق ولا يسبب أي أذى على المزارع أو الآبار، وبعد محاولات عدة تم البدء في تنفيذ الخط لولا هذه الاعتراضات لإغلاق هذا الملف منذ وقت سابق.

أما فيما يتعلق ببحيرة سد الملك فهد في بيشة فهي بحيرة مكشوفة ومعرضة لكثير من عوامل التلوث حالها كحال أي بحيرة مائية مكشوفة، والعبرة دوما في ما يتعلق بمياه الشرب هو المياه المنتجة من محطة التنقية على سد الملك فهد ببيشة التي تثبت نتائج التحاليل المخبرية اليومية سلامتها وصحتها للاستهلاك الآدمي وتلك المياه هي ما يقدم للمواطنين وليست مياه البحيرة الخام أو مياه المستنقعات في الأودية.