عبر القنوات الفضائية الخاصة، يقدم النشرة الجوية في الغالب ذوات القوام الممشوق حتى وإن كن محجبات، وهو ما يتسبب في تشكيل السحب الرعدية عند المشاهد لا شعوريا بسبب حركة الرياح وتلبد الغيوم داخل الأستوديو.

هل جاء جمال مقدمات النشرة الجوية مع سوء الأحوال من باب الرأفة والرحمة بالمشاهد حتى لا يصدم مرتين، أم إن حسناوات حالة الطقس تخفيف من نوع آخر للأخبار السياسية التي تقدمها القنوات عن معظم البلاد العربية وما تعيشه من أوضاع ومنعطفات حادة؟

المؤكد أن المشاهد، وكما تفزع القنوات إلى حوادث القتل والدمار والانقلابات والتسريبات، يتطلع إلى تقديم حالة طقس حقيقية لا كما الأخبار وتحليلاتها التي تقدم الغرب وهو شرق وتتبنى المبادرات وهي فرض، وترفع الشعارات وهي عرض، وتتباهى بالحياد وهو برق، وتنادي بالسلم وهو حرب وجرح.

في دولة كندا وحيث تقلبات الأجواء، خصوصا في فصل الشتاء، هناك قنوات إذاعية متخصصة لحالات الطقس ومراسلوها ينتشرون في كل مكان لتقديم أدق التفاصيل لحركة النقل العام وطلاب المدارس مع بعض الإرشادات والتنبيهات لسالكي الطرق السريعة عن كميات وكوارث الثلوج، وبالنظر إلى طبيعة البلاد وسماتها الجغرافية فما المانع تتبع حالة الغبار والأتربة التي تدهمك في أحلام نومك وليس في بيتك فقط.

الإذاعات هي الأكثر متابعة لو تبنت فقرة حالة الطقس وتوسعت بشكل احترافي، لأنه لا حسناوات في ذلك، والكل يستمع إليها في السيارة وعبر الأجهزة الذكية، كما أدعوا الإخوة المستثمرين في التطبيقات الإلكترونية للسباق نحو إصدار تطبيق "غبار" الذي سيلقى رواجا عظيما بحجم الأتربة التي تغطي العاصمة بين الحين والأخرى.