كشف تقرير استخباراتي حصلت "الوطن" على نسخة منه، أن القوات التابعة لنظام بشار الأسد استحوذت على معلومات استراتيجية ووثائق سرية وخطط معارك المعارضة ضد النظام، عبر التجسس الإلكتروني وخلال استخدامها نساء مواليات له يتخفين تحت ستار التعاطف مع الثورة السورية.

وذكر التقرير الذي أعده فريق استخبارات أن النساء المواليات للنظام استخدمن تغطية إخبارية أعدتها "الوطن" قبل عام لاصطياد المعارضين، لافتا إلى أن المهاجمين سرقوا مخزنا للوثائق المهمة ومحادثات عبر برنامج التواصل الاجتماعي "سكايب" تكشف استراتيجية المعارضة وأن هذه البيانات تخص رجالا يقاتلون ضد نظام الأسد ونشطاء إعلاميين يجري استدراجهم من خلال الدردشة مع نساء يبدو عليهن مظهر التعاطف والجاذبية.

ومع تطور المحادثة تعرض "المرأة" على الضحية إرسال صورة شخصية لها محملة ببرنامج خبيث ومصممة على نحو يتيح للمهاجم اختراق جهاز الكمبيوتر أو هاتف "أندرويد" المستهدف.




كشف تقرير استخباراتي حصلت "الوطن" على نسخة منه، وعمل عليه أكثر من 11 شهرا، أن القوات التابعة للأسد، استحوذت على معلومات استراتيجية ووثائق سرية وخطط معارك المعارضة ضد نظام بشار الأسد في دمشق، عبر التجسس الإلكتروني، ومن خلال استخدامه نساء مواليات له يتخفين تحت ستار التعاطف مع الثورة السورية المشتعلة منذ 15 مارس 2011. التقرير الاستقصائي الاستخباراتي الواقع في 37 صفحة باللغة الإنجليزية الذي كشف عن استخدام النساء المواليات للنظام لتغطية إخبارية أعدتها "الوطن" قبل عام لاصطياد المعارضين، أعده فريق استخبارات تابع لإحدى المؤسسات المتخصصة في مكافحة الهجمات الإلكترونية، الذي بدأ تتبع خيوط نظام الأسد منذ مايو 2013 وحتى يناير من العام الماضي، وتم خلال هذه الفترة جمع أدلة هائلة من المعلومات تتطلب تحليلها طيلة الـ11 شهرا الماضية.

وذكر التقرير في أحد صفحاته أن المهاجمين تمكنوا من سرقة مخزن للوثائق المهمة ومحادثات عبر برنامج التواصل الاجتماعي "سكايب" تكشف عن استراتيجية المعارضة السورية وخطط المعارك التكتيكية ومتطلبات الإمداد وكمية هائلة من المعلومات الشخصية والتسجيلات، وأن هذه البيانات تخص رجالا يقاتلون ضد قوات نظام الأسد ونشطاء إعلاميين ونشطاء في مجال أعمال الإغاثة الإنسانية وغيرهم من صفوف المعارضة الذين يقيمون في سورية أو في المنطقة أو في الخارج. وقال التقرير، إن 11 فصيلا من المعارضة السورية المسلحة كانوا تحت طائلة التجسس الإلكتروني، حيث كشفت بيانات "خطوط الجبهة الرقمية الكامنة وراء الصراع السوري" بالتفصيل عن أنشطة لمجموعة تجسس إلكتروني قامت بسرقة استراتيجيات وخطط معارك لمعارضين سوريين، ولإنجاز هذه العملية لجأت مجموعة المهاجمين الإلكترونيين إلى استخدام تكتيك مألوف، تمثّل بالإيقاع بالضحية من خلال الدردشة مع نساء بدا عليهن مظهر التعاطف والجاذبية. ومع تطور المحادثة بين الطرفين، تعرض "المرأة" على الضحية إرسال صورة شخصية لها محمّلة ببرنامج خبيث ومصممة على نحو يتيح للمهاجم اختراق جهاز الكمبيوتر أو هاتف "أندرويد" المستهدف.

ويشير الباحث الأول في الفريق نارت فيلينوف إلى أنهم تمكنوا من تحديد النشاط المرتكز على المعارضة السورية الذي كشف النقاب عن الطريقة الأخرى المبتكرة التي توصلت إليها مجموعة المهاجمين الإلكترونيين لتحقيق هدفهم المنشود.

وكشف تحليل فريق استخبارات "فاير - آي"، عن تكتيك وصفه بـ"الفريد من نوعه" اتبعته مجموعة المهاجمين الإلكترونيين أثناء فترة الدردشة عبر برنامج التواصل الاجتماعي "سكايب"، يستفسر المهاجم من الضحية عن نوع الجهاز المستخدم للدردشة، ومن خلال تحديد نوعه، سواء كان هاتف "أندرويد" أو جهاز كمبيوتر، يقوم المهاجمون بإرسال البرنامج الخبيث المصمم خصيصا ليتلاءم مع نوع الجهاز المستهدف.

وذكر التقرير في الصفحة رقم 17، أنه أثناء البحث والتقصي تم التقاط إشارة مهمة، وهي أن لبنان كان من ضمن مراكز التجسس على نشطاء الثورة القريبين من المعارضة المسلحة، حيث تم رصد دورات تدريبية مخادعة عبر الإنترنت، تهدف إلى تأسيس الجيش الإلكتروني المعادي للأسد، وبعد عمليات التقصي، تهدف إلى رصد أسماء النشطاء بمعلومات تفصيلية، حيث يطلب منهم تحميل ملفات محددة، يتم عبرها اختراق أجهزتهم ببرامج خبيثة، وذكر التقرير أن من قام بذلك عناصر مدربة من ميليشيات حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب الأسد.

الملفت في التحليل الاستخباراتي، أن تقرير صحيفة "الوطن" الذي نشر في 14 فبراير 2014، بعنوان "حزب الله يحشد مقاتليه استعدادا لحسم معركة يبرد"، وضع على واجهة أحد الأنظمة الإلكترونية لاستخدامه كخديعة من قبل المجموعات الإلكترونية الموالية للنظام، في استدراج السوريين المعارضين، ومدعما ببرنامج خبيث يخترق أجهزتهم مما يسمح بالتنصت عليها، وسحب جميع الملفات المهمة منها.