(برعي)، عامل المحكمة البسيط، في مسرحية (شاهد ما شافش حاجة)، هو ممثل معروف لدى شريحة واسعة من المجتمع العربي، بسبب شهرة المسرحية طبعا، وبسبب مشهده الذي مثله مع عادل إمام، لكنه صار مشهورا في دقيقتين ونصف.
أيضا الممثل القصير القامة، الذي مثل مع غانم الصالح كصبي يعمل لديه، هو من طينة الممثل الظاهر المختبئ نفسها، وربما يذكر المشاهدون لزمات كلاميّة لهذا الصبي وهو يردد (درب درب)، بينما نسي المشاهدون دور غانم الصالح كله.
كذلك في المسرح الكويتي، نماذج كثيرة تثبت نظرية (غير المُهمّ المُهم) هذه، ففي معظم مسرحيات داوود حسين، وطارق العلي، وهما في عزّ النجومية، ظهر فنانون ثانويون، مثل عبدالناصر درويش، ولكنه ما إن يظهر في مشهد من مسرحياتهما الاثنين، إلا وأكل عليهم الجوّ المسرحي، وثبت في ذاكرة الجمهور البصرية، من خلال مشاهد مدتها دقائق.
صحيح أن درجة الممثل البطل والممثل الثانوي في السوق الفني، تُحددها نجومية وشُهرة وجماهيرية الممثل، وقيمة الأجر الفني، والأقدميّة الفنيّة، لكني أرى أن درجات الممثل الثانوي والرئيس، يحددها الممثل نفسه، ومدى قدرته على أكل الجزء الأكبر من كعكة المشهد.
كم من ممثل ثانوي يكون بطلا، والعكس صحيح تماما.