أبدت الحكومة اليمنية المستقيلة ارتياحها من البيان الخليجي الصادر بشأن الوضع اليمني بعد الانقلاب الحوثي، وطالب راجح بادي المتحدث باسمها عبر "الوطن" المجتمع الدولي ومجلس الأمن أن يضعا الموقف الخليجي أرضية لدور أكبر لمنع اليمن مما سماه بـ"الانزلاق نحو الهاوية".

بادي أكد وجود ارتياح شعبي يمني كبير من شجب دول مجلس التعاون – لا سيما السعودية - الاحتلال الحوثي. وقال "هذا الموقف يجد ارتياحا شعبيا كبيرا لشهامته ونبله. لا تزال دول الخليج وعلى رأسها السعودية تؤكد الحرص على استقرار اليمن ووحدته"؛ وتمنى أن يكون ذلك الموقف بداية لتحرك عالمي لإنقاذ اليمن من يد الحوثي التي قال إنها عطلت الدولة والرئاسة بوضعها الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح وعدداً من الوزراء رهن الإقامة الجبرية.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر أن الأطراف السياسيين اليمنيين، ومن بينهم الحوثيون الذين حلوا الحكومة والبرلمان قبل يومين، وافقوا على استئناف المحادثات. وصرح بنعمر في مؤتمر صحفي بصنعاء أمس ، " أنه وبعد مشاورات مع الاطراف السياسيين وتواصلنا المباشر مع جماعة الحوثي وافقت الأطراف على استئناف المشاورات للتوصل إلى حل سياسي يخرج اليمن من الأزمة الحالية".

وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت أول من أمس إجراءات جديدة لاستكمال سيطرتها على اليمن بعد الانقلاب الذي نفذته قبل أيام، وذلك بتشكيل لجنة لإدارة شؤون البلاد حتى تشكيل مجلس رئاسي لضمان سيطرتهم على البلاد غداة إصدارهم "إعلانا دستوريا" يقضي بحل البرلمان اليمني وإقامة مجلس وطني بدلا منه، تمهيدا لتشكيل مجلس رئاسي ثم حكومة وحدة وطنية لمرحلة انتقالية مدتها عامان، وهو ما وصفه معارضو الحوثيين بأنه بداية للفوضى التي ستشهدها اليمن، خاصة وأن هذه اللجنة تضم عناصر متباينة، مؤكدين رفضهم إجراءات الحوثي التي تمثل انقلابا على الشرعية.

و أكد رئيس مركز "أبعاد" للدراسات الاستراتيجية عبدالسلام محمد أن "الحوثي لا يستطيع أن يحكم اليمن بمفرده"، مضيفا أن "طبيعة اليمن متعددة سياسيا وحزبيا وأي فرد أو جماعة تريد الانفراد بالسلطة لا تستطيع إلا إذا كان لديها نسيج اجتماع وقبلي متعدد موال لها"، فيما قال المحلل اليمني علي البكالي إن "عبدالملك الحوثي ليس قادرا على حكم اليمن فهو الآن يسيطر على ثلاث محافظات فقط هي صنعاء وعمران وصعدة، لافتا إلى أنه "إذا حاول ذلك من خلال إعلانه الدستوري، فإنه سيبدأ ربما حربا أهلية في كل محافظة". وعلى صعيد متصل، دعا مجلس شباب الثورة السلمية، وهو التجمع الشبابي الذي قاد الانتفاضة ضد نظام الرئيس السابق في 2011، "كل اليمنيين ودول الخليج والعالم أجمع إلى عدم الاعتراف بهذا الانقلاب وإدانته وعودة الشرعية".

وساد التوتر أمس جنوب وجنوب شرق البلاد حيث أكدت السلطات المحلية "عدم الاعتراف" بالسلطة التي يفرضها الحوثيون و"رفض الإعلان الدستوري". وفي مأرب الغنية بالنفط بوسط البلاد "شرق صنعاء" أعلن نائب المحافظ عبدالواحد نمران في تصريحات صحفية أن شيوخ القبائل يعارضون بقوة الإعلان الدستوري، و"يتشارون حول سبل مواجهة أي تطورات". كما أكدت مصادر محلية في مأرب أن القبائل المسلحة تستعد بقوة لمواجهة أي محاولة للحوثيين للتمدد نحو منطقتهم الغنية بالنفط.