أعلنت "سلطة تطوير القدس" وبلدية الاحتلال في القدس ووزارات إسرائيلية أخرى عن البدء قريبا في تنفيذ مشروع جديد، يتم خلاله تهويد منطقة باب الجديد، شمالي سور البلدة القديمة، من خلال سلسلة ترميمات وصيانة جذرية تغير الوجه الإسلامي العربي التاريخي للمنطقة العتيقة.

ومن المقرر أن يتم الشروع في المخطط خلال الأسابيع المقبلة، بتكلفة تصل إلى 5 ملايين ونصف المليون دولار، ويتضمن المشروع تبديل البلاط التاريخي للمكان المذكور، وتغيير شبكات المجاري، والمياه، والإنارة، والكهرباء، إضافة إلى ترميمات واسعة للمباني المحيطة بالشارع، وعمل صيانة لواجهات المحلات والمقاهي في المكان.

ويعتزم الاحتلال، بحسب بعض المصادر، تعليق ما تسمى "المازوزة التوراتية" على باب الجديد "للتبرك فيها"، حسبما يدعي بعض الحاخامات اليهود، وهي عبارة عن قطعة من الخشب أو الحديد تتضمن بعض الإشارات وُضِع فيها "كلمات العشر التوراتية"، وبهذا يصبح الباب يهوديا، حسب مزاعمهم، كما حصل عند باب الخليل والمغاربة والنبي داود في السور التاريخي للقدس القديمة.

وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إنها تضع في حساباتها الآثار الخطيرة لهذا المشروع، إذ يندرج ضمن مشاريع التهويد التي تتعرض لها المدينة المقدسة على أيدي الاحتلال، تحت مسميات واهية، من أهمها تطوير وتحسين وجه المدينة الإسلامية والعربية وزيادة نمو الحركة السياحية فيها.

وأشارت إلى أن الاحتلال يضع يده على بابي المغاربة والخليل، ويريد السيطرة على منطقة باب الجديد وتطوير مشروعه التهويدي، وسيؤثر تغيير المعالم بالمنطقة سلبا على سكان المنطقة من المسلمين والمسيحيين، وقد يؤدي إلى تهجير بعضهم، في حال تم وضع اليد على بعض العقارات، كما يؤثر على الوضع الاقتصادي.

وحذرت المؤسسة من خطر هذه المشاريع التي تستهدف في الدرجة الأولى طمس معالم المدينة الإسلامية والعربية، وتعطي شرعية للمحتل على أن يتصرف فيها وكأنه صاحب السيادة هناك، ضاربا عرض الحائط بالقوانين والأعراف الدولية التي تحظر انتهاك المواقع التاريخية الموجودة تحت احتلال أو استعمار أجنبي.

من جهة أخرى، أوعز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وزير دفاعه موشيه يعالون بهدم كل المباني التي تعدّها حكومته "غير قانونية"، ويدعم بناءها الاتحاد الأوروبي في المناطق المصنفة "ج" في الضفة الغربية والخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.

في الغضون، قال نتنياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته أمس "الدول العظمى وإيران تهرول إلى اتفاق سيسمح لطهران بالتزود بأسلحة نووية، وهذا ما سيضع وجود دولة إسرائيل في خطر".