قام راينر كلينجهولتس(Reiner Klingholz) مدير مركز التنمية والعمران والهجرة البشرية في ألمانيا، بدراسة مزاعم العنصري تيلو سارازين، الذي أطلق قنبلة خوف بين جماهير الألمان أنكم قوم مأكولون، وسمِّن كلبك يأكلك. ورصد كلمات وفسر أقوالا تصب في هذا الاتجاه الخبيث، فنقل عن جمهورية الحرية أن عدد الأتراك سيلتهم ديموغرافيا عدد الألمان ويتحول حفيد سارازين إلى ضيف في أرض آبائه وأجداده. وقال إن بطون النساء التركيات مفرخة إنتاج مثل ملكة النمل (تنتج ملكة النمل يوميا 29 ألف نفر و150 مليونا في مجمل حياتها). وأن الأتراك قوم وسخون متخلفون جهلة متعصبون. إنه لايريد لأرض الجرمان وقبائل التيتون أن تصبح مرتعا لنساء بدينات محجبات منقبات سود كالليل البهيم.
ثم نقل عن الطيب التركي أردوجان قوله أيها الأتراك إنكم تنقلون المحبة حيث وطأتم ونزلتم. فعلق الخبيث إذاً فالبقية لايحملون الحب بل الكراهية والملعنة.
ونقل عنه خطابه في الجماهير التركية في كولن؛ إنهم يطلبون منكم الاندماج في المجتمع الألماني وأنا أقول، أي أردوجان إنها جريمة. وهنا خلط الخبيث بين كلمتين (الاندماج Integration) والذوبان (Assimilation). فكندا تقول للمهاجر حافظ على إرثك الثقافي وأغني بها الثقافة الكندية. أم الجرمان التيوتون من نموذج سارازين فيقولون ألمانيا ليست دار هجرة مع أنه منح في مدى السنوات العشر الفائتة الجنسية لمليون من المهاجرين. يريد سارزاين انسلاخا ثقافيا كاملا للأتراك عن كل مايذكرهم بأرض الأجداد وتحويل ألسنتهم ونكهتهم ولون جلودهم وعيونهم إلى جرمانية. وهو الذي سماه أردوجان بالجريمة.
وعالم الاجتماع كلينجهولتس قام بدراسة مستفيضة لمزاعم تيلو سارزاين فقال الهجرة أصبحت قفزا على حواجز من ألغام، فلم تمنح ألمانيا عام 2008م اللجوء السياسي لأكثر من 233 شخصا من أصل ربما مئات الآلاف من المضطهدين على وجه الأرض يبحثون عن مراغم لهم. وذكر أن عدد المهاجرين الأتراك إلى ألمانيا كان عام 2000 م 10130 شخصا، ولكن هذا الرقم انحدر عام 2005م إلى 1746 شخصا، أما في عام 2008م فقد حصلت الهجرة المعاكسة فغادر ألمانيا 10147 شخصا، وحاليا تتشكل مدن كاملة من المتقاعدين الألمان في شمس تركيا الدافئة مثل أزمير. أما قصة الانفجار السكاني فيورد أرقاما مناقضة لمزاعمه أن العائلة التركية أصبحت مخصبة بمقدار 2,1 وهي أقل من نسبة الصيانة الاجتماعية، فالمجتمع الذي يريد المحافظة على نفسه يجب أن تنجب كل عائلة 2.3 فردا عفوا كل عشرين شخصا 23 إنسان. وربما كان السر خلف انقراض إنسان نياندرتال تدني النسبة في أحد التفسيرات، وأنا شخصيا سكنت في شمال ألمانيا في مدينة فيلهلمسهافن لمدة سنتين وكان عدد سكانها 101 ألف، فلما تركتها نزلت ألف إنسان. فالشعب الألماني ينقرض لأنه لاينجب ولا علاقة لذلك بالترك والعرب والعجم والكرد والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.
ولذا يشدد راينر كلينجوهولتس فيقول إننا حتى عام 2050 م ستتراجع التركيبة السكانية حتى لو قمنا باستيعاب هجرة 100 إلى 200 ألف إنسان سنويا، وسينكمش عدد السكان 12 مليون نسمة، وهذا يعني تفريغ كامل لـ 12 مدينة من حواضر ألمانيا مثل برلين وهامبورج وهانوفر وديسلدورف.
ثم صرخ الرجل في تقريره المصيبة أن من يتبقى منهم معظمهم فوق الستين من عمر العنصري سارازين الحالي، و15% من السكان فوق الثمانين ثلثهم مصابون بالخرف. في الوقت الذي يكون عدد سكان أفريقيا 2 مليار فيهم الكثير من الشباب.
يتابع التقرير ويقول اصحوا واستيقظوا إن اليابان حاليا تنتحر بطريقة الساموراي والهاريكيري بسكاكين ديموغرافية. ولسوف تنقرض حتى عام 2050 م من 127 مليونا من الأنام إلى 95 مليونا معظمهم شيوخ عجايز مقوسي الظهور ركع يمشون بالعكاكيز وأجهزة الروبوت ربما. يقول تقرير كلينجوهولتس إننا لا نتمنى لأنفسنا هذا المصير ولكن الاتجاه يمشي هكذا بكل أسف حتى بدون تخويفات العنصري سارازين.
ولذا أسرعوا ياقوم واملأوا البلد بنسل طري أخضر قبل أن يفوتكم القطار وهاتوا المهاجرين من كل مكان.
ويذكر الرجل تجارب ثلاثا لفوائد الهجرة من كندا حيث يستوردون البشر كعائلة مترابطة وليس آلات عمل، وتجربة نقل القيصرة كاترينا الثانية الروسية العديد من العلائلات الألمانية إلى شرق الفولجا فعمروا الأرض، وتجربة الهوجنوت من الفرنساوية الذي أثروا الثقافة الجرمانية.
إن الصين تشيخ حاليا وقد انخفض معدل الولادات بفعل سياسة المجرم ماوتس دونج من ستة أطفال للعائلة الواحدة إلى 1.5 طفل والركض باتجاه الرفاهية والمتعة، فبدلوا حياة الصين وأفقروا الريف، حيث يتسكع الملايين من العجايز مقوسي الظهور بأيديهم المكانس بالكاد يستطيعون تنظيف ما تحتهم وطرد الذبان.
ويصرخ هنا الرجل وحين تبدأ الصين في استيراد العمالة الشابة لن يبقى لنا مكان في العالم. وهو مالوح به بصراحة عدد الشبيجل 34\2010م.
وينهي تقريره بهذه الجملة: إن الحضارات تتغير إن أرادت أن تعيش، وإلا أصبحت تاريخا للذكرى.
فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد.