في الوقت الذي تباينت فيه مواقف الأندية الأدبية تجاه الاستفادة من الدعم السخي الذي تلقته مجالس إداراتها في دورتين متتاليتين وبلغ إجماليه 20 مليون ريال خلال أربع سنوات، تذكر مدير إدارة الأندية الأدبية الدكتور أحمد قران الزهراني دور بعض الأسماء الثقافية التي تصدرت الأندية سابقا في خدمة الثقافة والمثقفين والسعي إلى تقديم منجز ثقافي للوطن رغم شح الإمكانات.
وقال في تدوينة له على صفحته بالفيسبوك: "هناك أسماء خدمت الثقافة والمثقفين وسعت لتقديم منجز ثقافي للوطن وهذه الأسماء كان بإمكانها أن تؤدي الدور المناط به في حدود الإمكانات المتاحة في الأندية بإقامة الأمسيات والندوات والملتقيات وألا يكون منهم رجاء لرجال الأعمال لدعم مباني الأندية".
ووصف قران 17 مثقفا من المنتسبين لبعض الأندية سابقا إلى جانب رؤساء بعض الأندية الحالية الذين استطاعوا إنشاء مبان لأنديتهم بأنهم قامات ثقافية تعي دورها وتسعى إلى منجز وطني بمساندة بعض أعضاء المجالس.
وقال "هذه الأسماء تقوم بالذهاب لرجال الأعمال والبنوك والشركات لطلب دعم الأندية ومراجعة الإدارات الحكومية وأمانات المناطق والمحافظات من أجل متابعة الأراضي المخصصة للأندية ومتابعة المقاولين والصبر عليهم وهم في مناصب علمية وأكاديمية مرموقة أو في مكانة إبداعية مرموقة، متسائلا: أليس من حقهم علينا أن نشكرهم ونكرمهم؟!".
وفي حين عدّ مثقفون أن تذكر قران للمثقفين السابقين الذين خدموا المنجز الثقافي رسالة لرؤساء الأندية الحالية التي لم تستثمر الدعم لإنشاء مقرات لها، علق الناقد الدكتور عالي القرشي بقوله إن "القائمين على الأندية لا تفوتهم الحنكة والدراية في كيفية صرف هذه الأموال التي يمكن ألا تتكرر في يوم آخر، على بنية تحتية ومشاريع تبقى دائمة وهم أيضا يمتلكون من الدراية ما يجعلهم يستطيعون استشارة من يرون ومن يثقون به ولديهم الخبرة بالحصول على الأماكن المناسبة وتعميرها بالطريقة المناسبة لخدمة الثقافة والأندية حتى لو أدى ذلك إلى تقديم مقترحات بأن تنشأ شراكة بين الأندية وجمعيات الفنون لينشئوا مقرات ثقافية تخدم الجهتين، خصوصا أن جمعيات الفنون تقدم أنشطة مميزة وفاعلة في الشأن الثقافي".
وقال إن عناصر الأندية لديهم القدرة على التعاون مع عناصر داخل منطقة النادي لإبراز منجز حضاري وثقافي يكون باسم النادي ولكنه يخدم المنطقة بأسرها، فربما تخدم الشأن الأدبي والتاريخي والثقافي وتتولاه الجمعيات مثلما يفعل المحسنون حينما يُنشئ أحدهم منشأة باسمه وتظل خادمة للعمل الثقافي والإنساني.
وحول رسالة قران قال القرشي إن الدكتور قران استخدم أسلوبا مجديا، يستحث الآخرين بجهود السابقين فهو يرسم الصورة والقدوة ويستفيد من تراكم الجهود وألا تكون الجهود منبتة، فمن غير المعقول أن يُنشئ نادي الطائف مثلا ناديا ومقرا له بالملايين ويكون منفصلا عن فعاليات ثقافية للمنطقة، فمثقفو الطائف يحلمون أن يكون المقر يخدم نشاط سوق عكاظ والمنطقة والمحافظة.