مرة أخرى، فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للنواب، بسبب مقاطعة تيار 8 آذار، خصوصا نواب حزب الله للجلسة التي لم يحضرها سوى 56 نائبا من أصل 86 يمثلون الحد الأدنى للنصاب القانوني، ما اضطر رئيس المجلس نبيه بري إلى رفع الجلسة، وإعلان جلسة أخرى بتاريخ الأربعاء 11 مارس المقبل.

وشدد النائب عمار حوري في تصريح إلى "الوطن" على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، كي لا تبقى سدة الرئاسة فارغة من دون الهرم، وقال "ذهبنا إلى الحوار مع الفريق الآخر على أمل إيجاد ثغرة في هذا الموضوع، ومن المؤسف أن ما يحصل اليوم هو إصرار واستمرار على التعطيل من قبل الفريق الآخر الذي يرفض إكمال النصاب، لأنه قرر رهن ورقة الرئاسة لاعتبارات بعيدة عن مصلحة لبنان، وأصبح في انتظار التطورات الإقليمية"، وأشار إلى أن الفريق الذي يعطل النصاب قرر أخذ البلد بأكمله كرهينة، والمشكلة تمكن في ذلك الفريق، لأننا نريد مصلحة لبنان أولا، ونقوم بواجبنا على أكمل وجه، وأثبتنا حرصنا من خلال الحضور إلى جلسات انتخاب الرئيس في كل مرة، إلا أنهم لا يزالون على تعنتهم".

بدوره، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع في مؤتمر صحفي عقده في معراب، أنه بغياب رئيس للجمهورية تتآكل الدولة رويدا رويدا، بدءا من آلية عمل مجلس الوزراء إلى الوضع الاقتصادي، وقال "هذه الجلسة التي فشلت هي الجلسة التاسعة عشرة، وكان من المفترض أن يتم الانتخاب من الجلسة الأولى، ولكن حتى الآن لم نخسر فرصة اختيار الرئيس على خلفيات لبنانية بحتة، ولكن للأسف الشديد فإن البعض لا يريد هذا الخيار، ويصر على ربط خطواته بأجندة غيره".

ووجه جعجع خطابه إلى أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، وخاطبه بالقول "نوابنا شاركوا في 19 جلسة، إضافة إلى كتلتي بري وجنبلاط، ومن ينتظر التطورات الإقليمية هو من يعطل الانتخاب، ومن لم يشارك في الجلسات السابقة يستطيع أن يشارك في الجلسة المقبلة، وليرسل كتلته إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس".

ومضى جعجع يقول: "نحن مع الوصول إلى استراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب، أي أن يكون القرار بيد الدولة اللبنانية، وبيد الحكومة، لتكون فعلا وطنية ولا تقرر في مكان آخر. ونحن نتفق على أن العدو هو الإرهاب، وهو أيضا إسرائيل، ولكن نختلف على طريقة المواجهة والاستئثار بالقرار من فريق واحد".

في غضون ذلك، كشفت مصادر من داخل جلسة الحوار الأخيرة بين تيار المستقبل وحزب الله أن الجلسة كانت "إيجابية ومثمرة"، مشيرة إلى أن توافق الجانبين على ضرورة مكافحة الإرهاب أوجدت مناخا من الثقة المتبادلة، مما شكل فرصة للانتقال إلى بند حواري جديد موجود على جدول الأعمال، وهو كيفية تعزيز الجهود الرامية إلى تنفيس الاحتقان المذهبي.