تراوح قضية تسيير رحلات دولية من مطار القيصومة في حفر الباطن مكانها منذ فترة طويلة بين مطالبات رسمية في المحافظة تضم سكانا يتجاوز تعدادهم 600 ألف وبين الجهات المعنية التي لم تبت في الأمر بشكل حاسم حتى الآن، ولا تزال حفر الباطن غير قادرة على الاستفادة الكاملة من إمكانات مطارها الوحيد الواقع في القيصومة، الذي يعمل برحلات داخلية محدودة لا تلبي مطالب سكانها الذين يجبرون في سفرهم الدولي بالوصول برا إلى أحد المطارات الدولية الأربعة المحيطة بالمحافظة، إذ يعدّ مطار الكويت الدولي الوجهة المفضلة لسكان المحافظة، ويبعد حوالي 220 كيلومترا بجانب المطارات الأخرى البعيدة الرياض والدمام التي تبعد 500 كيلومتر.

ويعدّ سكان حفر الباطن ذلك أمرا غير منطقي في ظل وجود مطار في محافظتهم لا يستغل في تشغيل الرحلات الدولية، ما يضطرهم للخروج من بلادهم إلى الكويت للحصول على رحلة دولية من مطارها.

وقال المواطن محسن العوض إن سكان حفر الباطن وما حولها لا يزالون غير قادرين على السفر انطلاقا من محافظتهم لأي دولة أخرى، وهذا أمر غير مقبول، خصوصا أن جميع العوامل الاقتصادية والسكانية تدعم موقف حفر الباطن أمام الجهات المعنية، ورغبة شركات الطيران بالإسراع في تشغيل رحلات جوية دولية من مطار القيصومة.

فيما يشدد محمد الفهد أنه في غياب تشغيل رحلات جوية دولية، نشأت بحفر الباطن سوق توصيل الركاب إلى المطارات الدولية للحاق بالرحلات، فكثير من سيارات الأجرة يعمل على نقل المسافرين للرياض والدمام والقصيم لوجود مطارات، وهذا ما تقوم به المكاتب السياحية من توفير باصات نقل للمطارات، وهذا غير مجدٍ لمحافظة متطورة مثل حفر الباطن.

أمام ذلك، كشف عضو مجلس الغرفة التجارية بحفر الباطن عبدالله الإسيمر في تصريح إلى "الوطن" عن وجود مطالبات عبر المجلس المحلي وعبر الغرفة التجارية لإقرار رحلات جوية دولية انطلاقا من مطار القيصومة، وتمت مخاطبة هيئة الطيران المدني وطلب منا وضع دراسة وتم إعدادها ورفعها لهم.

وأكد الإسيمر أن حفر الباطن تستحوذ على نسبة كبيرة من مبيعات التذاكر الدولية في مطارات مجاورة، فالأولى أن يتم تشغيل الرحلات من مطار القيصومة، إذ يتحمل المسافرون مشاق وكلفة ومخاطر السفر، مطالبا هيئة الطيران المدني بدرس وضع تشغيل الرحلات الدولية وزيارة المحافظة للوقوف على ما تشهده من نهضة تجارية واقتصادية.

من جانبه، أوضح المتحدث الإعلامي للهيئة العامة للطيران المدني خالد الخيبري في حديث إلى "الوطن" أن الطيران المدني لم يتلق أي طلب من شركات الطيران لتشغيل رحلات دولية من مطار القيصومة، كما أن الهيئة تقوم بدرس أي طلبات من النواحي الإجرائية ودراسة جدوى الطلب وكثافة الحركة الجوية قبل البت والسماح بتسيير رحلات دولية في أي مطار.

في حين لم يبد المتحدث باسم الخطوط الجوية العربية السعودية عبدالله الأجهر أي تجاوب مع استفسارات وجهتها "الوطن" إليه بشأن ذلك.