أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المستخدم للإعلام الجديد بأن يتقي الله عز وجل وأن يستحضر النية الصالحة المصلحة ويستشعر مراقبة الله في سمعه وبصره ولسانه وجنانه وليستخدم ذلك كله في الخير والصلاح والإصلاح والتقرب إلى الله وجمع الكلمة وزرع المحبة وحسن التعامل وحسن الظن ونشر الصحيح من القول والصالح من العمل والتثبت فيما يقول وينشر التواصي بالحق والصبر والتعاون على البر والتقوى، واستخدام هذه الأدوات والتقنيات بإنشاء مجموعات فاعلة هادفة للترشيد والتوعية وتأصيل القيم وحسن استثمار فوائدها العلمية والاجتماعية والتحذير من مضارها وسلبياتها، لافتا إلى أن المعلوم لدى أهل العلم والعقل والإيمان أنه ليس كل ما يعرف يكتب وليس كل ما يعلم يقال لا دينا ولا سياسة ولا حكمة، ومريد الخير لا تعجزه الطرق النافعة والوسائل المفيدة لنفع نفسه وإفادة غيره والموفق من وفقه الله.

وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس: إن من أعظم السلبيات في هذه الأدوات المجاهرة بالذنوب والمعاصي والفحشاء والبذاءة حتى ولو لم يظهر اسم المستخدم أو تعرف شخصيته فهو مجاهر مشيع للفاحشة وناشر للمعصية وقد تكون المجاهرة بالإثم أعظم من فعله، ذلك لأن المقصود المنع من المجاهرة وتعظيم الذنب وعدم الاستخفاف به والتهاون فيه لما في المجاهرة من دعوة الناس إلى الفجور وتسهيل الإثم وتكثير سواد أصحاب المعاصي وتقوية أهل المنكرات.

وبين أن من إيجابيات هذه الوسائل ومنافعها وفوائدها إقامة العلاقات الطيبة بين الأفراد والمجموعات من الأقارب والأصدقاء وأصحاب المهن والحرف والتخصصات وتبادل المعلومات النافعة،

وأشار إلى عدد من سلبيات الإعلام الجديد ومنها الأفكار الهدامة والجرأة المهلكة على الأصول والثوابت وضعف الرقابة والخلو من الضوابط والمعايير في الكلام والكتابة والصورة مع ما تحتويه من مواد محرمة فاضحة تستهدف جميع الطبقات والفئات مما يورث الانحلال الأخلاقي وفساد الفطرة ونزع الحياء وقتل الغيرة، فضلا عن ضياع الأوقات واستنزاف الجهود والانعزال عن الأسرة والمجتمع وما قد يبتلى به المتصفح من الوقوع في الفتن والمعاصي والانزلاق مع خطوات الشيطان وترويج الإشاعات وإشاعة الفحشاء والدعوة إلى المنكر.

وفي المدينة المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي عن رضا الله بوصفها أعلى المطالب وأعظمها وغاية مطلب سكان الجنان، وبها تتحقق للمؤمن الطمأنينة والسعادة في الدنيا والفوز العظيم في الآخرة.

وفي الرياض أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن في العدل بناء المجتمع وارتباط الأفراد بين الراعي والرعية، وبالعدل تستقر الدولة وينتظم حالها، وتنبذ الاضطرابات والقلاقل كلما قام العدل في الأمة هي بسلام واستقرار.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض: إن للعدل فضائل عظيمة فمن فضائل العدل أن الله يحبك قال جل وعلا: "وأقسطوا إن الله يحب المقسطين"، ومنه علو منزلة الصالح في الآخرة، ومنه أنه سبب دخولك الجنة، وأيضا يعينك على كتاب الله، كما أن العدل سبب في استقرار الأحوال المادية، فالدنيا تستقيم بالعدل ولو كانت بها معصية.

وتابع المفتي: أيها المسلم العدل في جميع مكامن الحياة كاملة، في جميع حياتك: مع ربك ونفسك وأهلك، فأعظم عدل عليك هو العدل في توحيد الله فإن المسلم حقا من يعلم أن الله وحده هو المستحق للعبادة دون سواه لأن العدل وضع الشيء في موضعه، فمن عَبَد الله واتقاه وخصه بالدعاء والرجاء ذبح له وصلى له واستعان به وعلم أنه لا ملجأ من الله إلا إليه، فإن هذا هو العدل حقيقة، أما من أشرك مع الله غيره وعَبَد غير الله وذبح لغير الله ودعا غير الله واستغاث بغير الله فهذا هو الظالم "إن الشرك لظلم عظيم"، ومن العدل عدلك فيما بينك وبين نفسك، وبينك وبين أهلك.