في حياتنا ثمة مصطلحات غريبة تمر بنا دون أن نهتم بها أو تثير فضولنا.

لكن للأسف، عدم الاهتمام هذا يؤلم أصحاب الشأن، لذلك قررت هذه المرة أن أشارككم معرفة مصطلح جديد بالنسبة لي، واخترته عنوانا لهذا المقال حتى نجذب انتباه أصحاب الشأن، وحتى نقوم بدورنا تجاه المصابين بمتلازمة "الديسلاكسيا".

ولمن لا يعرفون معنى هذا المصطلح نقول لهم: إنه ببساطة حالة يطلق عليها "عسر القراءة" تُصنف في دول العالم الثالث بأنها صعوبات تعلم! لكن رسميا يمكن اعتبار المصاب بهذه المتلازمة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ليست المفاجأة هنا، بل المفاجأة الحقيقية أن بعض المصابين بهذه المتلازمة أسماء شهيرة مثل آينشتاين وألكسندر جراهام بيل وإيديسون!

وفي السعودية، وبالصدفة، علمت أن أحد أصدقائي في "فيسبوك" محمد باحارث مصاب بالديسلاكسيا، وهذا الرجل لمن لا يعرفه شخص ذكي جدا وعفوي، وتتعامل معه كُبرى الشركات، وله باع طويل في مجال التأثير، ومع ذلك اعترف بإصابته علنا في صفحته وبكل شجاعة، ولعله يكون صوتا واحدا من عشرات أو مئات أو حتى آلاف الأشخاص الصامتين والمتألمين خلف الكواليس.

لكن أين المعضلة؟ المعضلة الحقيقية تتمثل في انعدام بعض العقاقير المساعدة للمصاب بهذه المتلازمة مثل "ريتالين" Ritalin، "إديرال" Adiral، بروفيجيل Provigil.

وحسبما ذكره باحارث في صفحته، أنه حين حاول استيراد هذه الأدوية من الخارج قامت هيئة الغذاء والدواء بمصادرة الطلبية، وهو ما يمكن تفسيره بأنه قيام الهيئة بواجبها لا أكثر، لكن هذا لا يعني ترك صاحب المشكلة يعاني دون حل، فالمريض -أي مريض- له حقوق يجب على الجهة المسؤولة أيا كانت أن تؤدي واجباتها تجاهه.

كان محمد باحارث شجاعا باعترافه بمرضه، فهل تكون الجهة الموفرة للدواء شجاعة وتتحمل مسؤوليتها؟!

هذا ما أتمناه.