أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر عن فشله في إقناع الحوثيين بالانسحاب من المواقع التي استولوا عليها في العاصمة صنعاء، ورفضهم رفع الحصار عن وزراء ومسؤولين، مشيرا إلى أنه أحاط مجلس الأمن الدولي بما يحدث في اليمن من تطورات متسارعة.

وأضاف المسؤول الدولي في مؤتمر صحفي عقب لقائه الرئيس عبدربه منصور هادي في عدن أنه نقل إلى المجلس مخاوف عدد من القوى جراء الأوضاع التي آلت إليها البلاد بعد انقلاب الحوثيين. وحمل بنعمر الحوثيين مسؤولية عرقلة المفاوضات الجارية حاليا لإيجاد حل للأزمة اليمنية. كما أشار بأصابع الاتهام إلى "عناصر متطرفة من مختلف الأطراف" بالعمل على إفشال المحادثات الجارية في صنعاء التي تسعى إلى رأب الصدع بين المتنازعين.

وقطع باستحالة الاعتماد على الحل العسكري كمدخل لحل الأزمة وفرض سياسة الأمر الواقع، قائلا "الذين يعتقدون جدوى الخيار العسكري سيطيلون أمد الأزمة، ويدفعونها نحو المسار الذي تشهده كل من ليبيا وسورية". مشيرا إلى أن الأمم المتحدة متمسكة بالحل السلمي للأزمة اليمنية، وأنها تدعم الحوار الذي لا يضفي الشرعية على ممارسي العنف، ولا ينقص من شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.

وتمسك بنعمر بمواصلة المفاوضات، مشيرا إلى أن المحادثات تشهد تقدما، وذلك ببداية تبلور إجماع بخصوص السلطتين التنفيذية والتشريعية واستكمال المرحلة الانتقالية والترتيبات الأمنية، وأكد أن التوقيع على الاتفاق لن يتم قبل التوصل إلى توافق على جميع بنوده.

في غضون ذلك، اتهم مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية في صنعاء الباحث السياسي عبدالسلام محمد مجلس الأمن والمجتمع الدولي بإطالة أمد الأزمة في اليمن، مشيرا إلى أنه كان على المجلس إصدار قرار قوي بلهجة حاسمة فور تطور الأوضاع في اليمن لإرغام الجماعة المتمردة على العودة إلى أماكنها وإعادة الشرعية. وقال في تصريحات إلى "الوطن": "إذا كان المجلس يريد وضع حد للفوضى في اليمن كان عليه منذ البداية المسارعة إلى إصدار قرار – ولو تحت البند السابع – لإرغام المتمردين الحوثيين على الانسحاب من الأماكن التي استولوا عليها، ولكن يبدو أن المجتمع الدولي يتعامل مع الأزمة اليمنية وفق معطيات مرتبطة بمفاوضات القوى العالمية مع إيران للتوصل إلى اتفاق نووي".

وأبدى محمد تخوفه من احتمال تطور الأمور نحو البحث عن صيغة تضمن تمثيلا سياسيا للحوثيين على أساس مذهبي، وقال "نخشى أن يكون اليمن متجها إلى فرض صيغة جديدة تقوم على أساس المحاصصة الطائفية، على غرار ما هو موجود في لبنان، وإذا حدث ذلك فإنه سيمثل خطرا على مستقبل اليمن ويقلل احتمالات استقراره".

وحذر الباحث الاستراتيجي من تعويل دول الخليج والشعب اليمني على مجلس الأمن لإيجاد حل للأزمة في اليمن، وتابع "إذا انتظرت دول الخليج قدوم الحل من مجلس الأمن فستكون ارتكبت خطأ كبيرا، فالغرب تحكمه المصالح الذاتية، وعلى اليمنيين الاعتماد على أنفسهم لمواجهة الخطر الحوثي الداهم، وأن يتكاتفوا لمقاومته بكل السبل المتاحة".

ميدانيا، لقي خمسة حوثيين مصرعهم في هجوم انتحاري نفذه تنظيم القاعدة على موقع وسط اليمن، وقالت وزارة الدفاع على موقعها الإخباري في شبكة الإنترنت إن خمسة آخرين أصيبوا في الهجوم الذي نفذه مهاجم انتحاري بسيارة ملغومة على بيت للشباب يستخدمه المقاتلون الحوثيون كموقع لهم في مدينة البيضاء. وتبنى تنظيم القاعدة مسؤولية الهجوم.