مظاهر فرح بعض المصورين خلف المرمى في المباريات تستفز المشاهد عبر الشاشة، وهو أمر يعكس ضعفا وخللا في المؤسسة أو الجهة التي ينتمون إليها لأنه ليس من الحياد الإعلامي أن يتحول الموظف والمكلف بمهمة توثيق المباراة إلى مشجع.

المنطق يقول إن تسجيل الأهداف هو ما تبحث عنه كاميرات المصورين بعيدا عن لقطات المدرجات وحالات الإصابات والمشاحنات مع حكم المباراة، فإذا كان كذلك فإنه عندما يتراقص المصور مع اللاعبين فرحا فمن سيأتي بلقطة أو صورة الهدف وتعبيرات الفائزين والخاسرين بعده.

عزيزي المصور المشحون تعصبا؛ لا خيار لك سوى أن تبتعد عن تغطية فريقك المفضل وأن تبقى مشاهدا في البيت أو في الاستراحة أو أن تكون أحد المشجعين في المدرجات وهذا حقك، لا أن تستفز الآخرين بتصرفاتك غير المهنية.

أما المؤسسة الإعلامية النبيلة فيجب أن تضع حدودا لذلك الهوس والعبث والممارسات التي تصدر من المصورين المشجعين من خلال إشعارهم أو تدريبهم حول كيفية التعامل مع الجمهور أثناء التصوير، وكذلك توضيح الأخلاقيات والمعايير المهنية فيما يخص مظاهر الفرح، كأن توضع آليات للتميز وأخرى للإخفاقات، فعندما يأتي المصور بلقطة تتناقلها وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي فأنت أمام توثيق ذلك وإكرامه بطريقتك، وعندما يخفق وينسى نفسه ويشجع فليس أمامك سوى العقاب، كأن يكون مصورا فقط لمباريات كرة اليد!