يقول الفيلسوف والصحفي الفرنسي فولتير: الشك ليس وضعا مستساغا، لكن اليقين حماقة.

يبدو أن بعض المنتمين إلى الإعلام الرياضي والمقروء، ومن يمتهنون التغريد عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أخذ منه المقولة قاعدة له في حواراته وكتاباته وتغريداته، فلم يعد يحتمل أن يمر أي حدث أو قضيه تختص بمنافستنا المحلية، إلا وكان مغرقا لها في بحور الشك المصطنع غالبا، ليوهم به الرأي العام ومضللا له معنونا كل آرائه أو موقعا عليها بـ"ابحث عن المستفيد" حتى أصبحت هذه الجملة محل تندر وسخرية من مغردين ومتابعين لم يعد في منافساتنا ما هو فوق الشبهات أو مكان لحسن النوايا.

فالحكام في نظر البعض أصبحوا في مرمى النقد الواضح والصريح بالتحيز لناد معين أو بالخوف من مسؤول أو رئيس ناد.

الإداريون. العاملون في النادي. رؤساء الأندية جميعهم مهددون بالتشكيك ومعرضون له.

اللجان، القنوات، الإعلاميون، الكل في هذه المنظومة بسبب أو بآخر أصبح يملك جيشا للدفاع عن مهنيته وحياده ليقف ضد جيش يتهمه بالتحيز.

كل هذا ونحن نفتش عن المستفيد، المتهم يقذف كرة النار، ويحول سهام الاتهام صوب آخرين كانوا يتخذون دور المهاجمين، فأصبحوا يدافعون عن أنفسهم.

أرهقنا البحث عن المستفيد، فتارة نجد أن الجميع مستفيد مما يحدث، وتارة أخرى نجد أنه لا فائدة من هذه المهاترات الساذجة والطرح السطحي، وكأن أسباب تراجع رياضتنا تنحصر هنا في هذه القشور، والحقيقة أن في رياضتنا الكثير من الفوضى والكثير من المشاكل، وحتى نستطيع الحديث عنها علينا البحث عن المستفيد فعلا.

أي رياضة تحتمل هذا؟! وأي تنافس يخلق هذا الشرخ في المبادئ والقيم؟!

المشكلة أن عرابي التشكيك ومريضي الوهم وقاذفي كرة اللهب، يأخذون معهم كثيرا من المتابعين إلى هذه الترهات وهذا الانفلات، والنتيجة لا شيء سوى مزيد من الاحتقان ومزيد من التعصب، وجيل أصبح يرى أن من المستحيل أن تكون منافساتنا خالية من سوء النوايا ونزاهة التنافس، ودون أن يرى في مستقبلها بارقة أمل للنهوض مجددا.