فيما أشارت مصادر إلى وجود المبعوث الدولي جمال بنعمر حاليا في الرياض، كشفت مصادر برلمانية أن الشعب اليمني لا يعول كثيرا على جهود بنعمر وتحركاته، وأن الآمال معلقة حاليا على الدور الخليجي. يأتي ذلك بينما شن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي هجوما على سلفه علي عبدالله صالح ووصفه بالضعف.

ويشير النائب البرلماني عن حضرموت محسن باصرة إلى وجود علامات استفهام كثيرة حول الدور الذي لعبه بنعمر، ويقول "ماذا قدم بنعمر طيلة الفترة التي تولى فيها الملف اليمني ممثلا لمجلس الأمن؟ والإجابة واضحة وهي لا شيء، فقد اجتاح الحوثيون في هذه الفترة عمران واحتلوا صنعاء دون أن يقدم شيئا يذكر. وهذا الرجل أصبح محل عدم ثقة من الأطراف اليمنية كافة، لأنه لم يكن يقف على مسافة واحدة من الفرقاء السياسيين، ومعظم أطراف الأزمة تحمل عليه تعاطفه مع المتمردين الحوثيين، إن لم نقل انحيازه المكشوف لهم".

وأكد باصرة أن وجود بنعمر في المشهد اليمني في الوقت الحالي لا يساعد على تحقيق التسوية، ويقلل فرص الوصول إلى حلول مرضية، مطالبا دول الخليج بتولي زمام المفاوضات بصورة كاملة، وأضاف "الدور الذي ظل بنعمر يلعبه خلال الفترة المقبلة يجب أن ينتهي فورا، وأن تتسلم دول الخليج الملف كاملا، وأن تقوم بتعيين وسيط بصورة فورية. فالمبادرة التي سيتحاور عليها الجميع هي في الأصل مبادرة خليجية متكاملة لها آلية تنفيذية مفصلة. وإذا كان لا بد من دور لمجلس الأمن في العملية يمكن الاستعانة بشخصية أخرى تقف على الحياد من أطراف الأزمة كافة، وتتمتع بثقة الجميع وقبولهم".

ومضى باصرة بالإشارة إلى أن نقل الحوار اليمني إلى الرياض ووضعه تحت رعاية دول الخليج يعني بالضرورة وضع نقطة في آخر سطر مهمة بنعمر، وتابع "هذه الجزئية ربما تدفعه للعمل على إفشال الحوار في الرياض، لأنها تعني أن دوره قد انتهى بصورة فعلية".

وعن اتهامات الحوثيين لدول التعاون بعدم الانحياز ودعم تنظيم القاعدة في اليمن، قال باصرة "هذه الاتهامات الكيدية دأب الحوثيون على توجيهها لكل من يختلفون معه، فقد اتهموا الجميع بهذه التهمة، رغم أن الجميع يدرك أن الحركة في أساسها حركة إرهابية لجأت إلى السلاح لتحقيق مخططها، وتريد من الجميع أن يجلسوا للتحاور معها تحت تهديد البنادق في صنعاء التي احتلوها واستولوا على مؤسسات الدولة فيها، وفرضوا الإقامة الجبرية على الرئيس والوزراء الذين يتمتعون بالشرعية. لذلك أرى أن هذه الاتهامات لا قيمة لها ولا تستحق الرد عليها.

إلى ذلك، رد الرئيس عبدربه منصور هادي على تهديدات صالح التي حذر فيها من "مغبة الهرولة إلى عدن"، حسب وصفه، بالقول "صالح ضعيف، ولم يعد بالقوة التي كان عليها عام 1994".

في سياق أمني، لقي ضابط رفيع في جهاز المخابرات مصرعه في محافظة عدن جنوب البلاد في وقت متأخر ليل أول من أمس. وأضاف أن مهاجمين كانا يستقلان سيارة أطلقا الرصاص على العقيد جمال أحمد هادي الضابط في جهاز الأمن السياسي أمام منزله في حي المنصورة بمدينة عدن ولاذا بالفرار.