كشفت مصادر حقوقية أن نظام بشار الأسد بات يستهدف المدارس في سورية بشكل مباشر، مشيرة إلى أنه يشعر بعداء شخصي مع الطلاب، بعد أن اندلعت أولى شرارات الثورة من إحدى مدارس درعا، عندما كتب طالب على سور إحدى المدارس "الشعب يريد تغيير النظام"، مما أغضب أجهزة الأمن التابعة للنظام فاعتقلت التلاميذ ونكلت بهم، مما أشعل فتيل الثورة التي ما زالت مستمرة حتى الآن.
وقال تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أربعة آلاف مدرسة باتت مدمرة، إما بشكل كلي أو جزئي، بينها 450 مدرسة دمرت بشكل كامل، ولن تجدي معها أي محاولات للصيانة أو الترميم، أغلبها في محافظة حمص وريف دمشق وحلب.
وأضاف التقرير أن المدارس المدمرة بشكل جزئي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، تحولت إلى مقرات مؤقتة لإقامة النازحين الذين فقدوا منازلهم، كما تحولت 150 منها إلى مستشفيات ميدانية، يلجأ إليها الأطباء الموالون للثوار لمعالجة الجرحى والمصابين. حيث يرفض الأهالي نقل ذويهم إلى المستشفيات المعروفة، خوفاً من تعرضها لقصف من مروحيات النظام، كما حدث كثيراً.
وأضاف التقرير أن قوات المخابرات والجيش قامت بتحويل قرابة 1200 مدرسة إلى مراكز اعتقال وتعذيب، في ظل اكتظاظ السجون المركزية النظامية بأعداد هائلة من المعتقلين تجاوزت 215 ألفا، وغالبيتهم معتقلون تعسفياً، إضافة إلى استخدام عدد من المدارس كمقرات أمنية يقيم فيها عناصر الأمن والمخابرات السورية ويتم من خلالها قصف الأحياء المجاورة.
وكانت طائرات النظام السوري قد شنت أول من أمس غارات عشوائية عنيفة على ريف دمشق وبلدة دير العصافير، حيث استهدفت الغارات المدارس، ورياض الأطفال، ومنازل المدنيين، ما أدى إلى إصابة العشرات من الأطفال والنساء جراء القصف، كما أظهرت مقاطع الفيديو الواردة من ريف دمشق.
في سياق ميداني، استهدفت كتائب الثوار أمس تجمعات لقوات الأسد في الفوج 175 واللواء 12 في مدينة إزرع بريف درعا بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، محققين إصابات مباشرة. كما دارت اشتباكات بين الطرفين في محيط حاجز البقعة الواقع بين منطقتي إزرع واللجاة، في حين قصفت قوات الأسد براجمات الصواريخ قرية المسيكة الغربية في اللجاة. وبدورها استهدفت قوات الأسد بالمدفعية والرشاشات الثقيلة بلدة بصر الحرير والطريق الواصل بينها وبين بلدة مليحة.
في غضون ذلك، شهدت منطقة السهول في التل الأحمر بنوى تحليقا للطيران الإسرائيلي صباح أمس. وذلك عقب إعلان الجيش الإسرائيلي إصابة أحد ضباطه في إطلاق نار بالجولان السوري المحتل.
وعلى صعيد الحدود السورية مع تركيا، نفذ تنظيم الدولة "داعش" هجوماً واسعاً باتجاه مدينة رأس العين، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن في تصريحات صحفية "بدأ تنظيم الدولة هجوما واسعا ومباغتا باتجاه المدينة، وتمكن من السيطرة على قرية تل خنزير". وأشار إلى مقتل العشرات من المقاتلين من الطرفين، بينهم 12 مقاتلاً على الأقل من وحدات حماية الشعب الكردية.