نحن كسعوديين مسؤولون أمام العالم أجمع أن ندافع عن صورة الإسلام الحقيقية المعتدلة، وهذه مهمة أصيلة لبلادنا بما خصها الله به من وجود الحرمين الشريفين على أراضيها، ولله حكمته العظيمة في ذلك، وهذا يعني أهمية دور إعلامنا الخارجي (المعطل) في إيصال صورتنا الصادقة إلى العالم، هذه مسؤولية ملقاة على السعودية تجاه مليار ونصف مسلم ينتظرون ذلك من بلادنا تحديدا، المملكة تمثل قيم الإسلام الباقية والمتماسكة، وربما لذلك نسمع بين فترة وأخرى أصواتا لا تفهم ولا تحترم دور المملكة كمحرك إسلامي كبير.
لذلك عملية إيصال رسالتنا العادلة إلى المجتمع الدولي بالمفاهيم التي نؤمن ونعتز بها أمر يحتاج إلى استراتيجية واقعية متصاعدة ومدروسة بذكاء، السيناريوهات هنا كثيرة: امتلاك وتأسيس شركات عالمية في صناعة الرأي العام، تمويل وشراء حصص كبرى في محركات إعلامية بالتزامن مع ذلك، حتما ستكون هناك عقود مع شركات إعلامية كبرى تستطيع قلب وتفسير وتفنيد المفاهيم الظالمة عن المسلمين، برامج وثائقية، دعوات إلى كتاب مقالات مؤثرين يتم استضافتهم في جلسات نقاش، فيديوهات على اليوتيوب بلغات العالم ليعرفنا أكثر وغيرها من الخطط التي أثق أنها واضحة تماما لوزير إعلامنا ولسنا. بصدد سرد الأدوات والمحتوى، إنما الاستراتيجية والنوايا التي تسلك طريقا واحدا وهو: السعودية ليست بمفردها فوق هذه الجغرافيا، إنما نحن نعيش في مجتمع دولي يضرنا إن ظن السوء بنا، وينفعنا أن أحسن ظنه. ولن يحسن ظنه بنا أو يفهمنا إلا عندما يكون لنا إعلامنا الخارجي المؤثر.
عملية التحولات الكبرى في ذهن الرأي العام العالمي هي فرصة للسعودية أن تملكها، وممارسة "سياسية" مشروعة، وهي تبدو مثل إقناع العالم المخالف أن يكون معك في المدرجات لتشجيعك ضد الخصم الآخر.