اللاعب الأجنبي (غير السعودي) من أهم عوامل النجاح، ولا سيما في وجود أكثر من ثلث قوة الفريق عدديا بأربعة لاعبين بما يتيح تحقيق معادلة فنية ضاربة إذا نجح القائمون على الفريق في اختيار عناصر مؤثرة وفاعلة.

وأحيانا لاعب واحد يكون له ثقل فني يحقق بعض الأهداف المنشودة، وفي هذا الإطار وفق الأهلي في ثلاثة لاعبين بشكل كامل ولاعب متغير يعطي نصف المباراة أو جزءا منها حتى بعد التغيير في الفترة الشتوية. وكونه يملك ترسانة من المحليين ومدربا ناجحا، ومميزا هو السويسري (جروس) فقد حضر (السوري) عمر السومة بشكل لافت، مؤكدا أنه مكسب ذهبي على كل الصعد فنيا وتكتيكيا وأخلاقيا بطموحات عالية، قطف أولى ثمارها بلدغة ذهبية في نهائي كأس ولي العهد بعد دقائق من مشاركته، وهو في الأصل مصاب لم يكن المدرب يريد أن يخاطر به، فكان العلامة الفارقة في هز شباك الهلال وفريقه ناقص بالطرد.

وفي دوري عبداللطيف خطف صدارة الهدافين مبكرا، وواصل تألقه وكسب أقوى تحد أمام المتصدر النصر وأمام منافسه التهديفي محمد السهلاوي أيضا الذي شاطره (الهاتريك) في مباراة خرافية قوامها سبعة أهداف، اقتسمها الثنائي الكبير محمد وعمر مع ترجيح كفة الأهلي بهدف أسامة هوساوي، وهو الهدف الثاني التعادلي في النزال الصاخب.

السومة تم اكتشافه في الدوري الكويتي، ولم يكن في بورصة الأندية السعودية، لكن الأهلي كسب أجود صفقة بعين ثاقبة تستحق التقدير والثناء، وهنا مربط مقالي اليوم حول الطريقة التي تمت في التعاقد معه، ومن الذي أوصى به وكيف اقتنعت الإدارة التي كانت تعيش مرحلة مفصلية بعد الموسم العصيب العام الماضي إثر إخفاقات وانتقادات قاسية ومخاوف من مزيد من الضياع.

وهنا أشير إلى أن بعض إدارات الأندية الكبيرة تتجه إلى أوروبا والبرازيل وجيرانها للبحث عن (أسماء) بملايين الدولارات كي تكسب رضا الجماهير، وهذه من أهم السلبيات التي تتكبدها الأندية بإهدار الأموال بصفقات (مبالغ) فيها وتثير التساؤلات، وبالتالي تضاعف ديونها وتدخل في مشاكل لا نهاية لها، ومن أهمها عدم الإيفاء بالمستحقات الشهرية فتتضاعف خسائرها.

وفي شأن النجم عمر السومة فأنا لا أسترخص قيمة عقده ولا أعرف المبلغ، ولكنني أركز على مستواه وأخلاقه وإخلاصه، والأكيد أن هناك لاعبين ومواهب في الخليج والدول المجاورة يتحينون فرصة اللعب في الدوري السعودي بحوافز ودوافع مالية وشهرة لا يجدونها في ملاعب أخرى.

والأهم في اختيار اللاعبين أن يكونوا موائمين للحاجة الفنية، وفي هذا المقام أستشهد بخليجيين بعقود أقل كثيرا من أوروبيين وبرازيليين وكوريين وأفضل فنيا مثل العُماني أحمد حديد مع الاتحاد وجلبه المدرب المميز كالديرون، والكويتي بدر المطوع مع النصر، وغيرهما ممن أثروا الملاعب السعودية فنيا وسلوكيا.

والأكيد أن الإدارة الناجحة من تعمل حسب الاحتياج برؤية متخصصين، وتتفادى فخاخ السماسرة دون أن تتأثر بمغريات الشهرة والبهرجة وسوء الظن والشكوك في من حولها أو من سبقوها.

وختاما أتمنى أن يزداد السومة تألقا، وأن يواصل نجاحاته مثالا وقدوة للاعبينا وشبابنا، وأحييه كثيرا وأُحيي كل من أسهم في مجيئه إلى ملاعبنا. والأمل كبير أن نشاهد مثله كثيرين.