تتنوع مؤلفات المذكرات عن الحروب حول خططها وخدعها التي لا تتكشف إلا بعد وقت طويل من نهايتها، إذ يسردها بعض السياسيين والعسكريين عقب مغادرتهم المناصب القيادية والحساسة.

ولكن مع انفتاح العالم بعد التطور التكنولوجي الهائل فإنه لا حدود للأسرار، لأن الحروب تسير بلا غطاء والوجوه والخطوات معلومة.

كانت الشبكات الاجتماعية سيدة الموقف في البلاد التي شهدت ثورة شعوبها، بل هي فتيل الشرارة برصد المسيرات والمواجهات، ومشاركتها مع القاصي والداني، حتى غادر من غادر وبقي من بقي وتلوّن من تلوّن.

ارتبط مفهوم الإشاعة عادة في الحرب بسبب الفراغ أو التحفظ الإخباري، ومعها تتمثل الحرب النفسية التي تهدف إلى التأثير على المشاعر والسلوكيات وصولا إلى أهداف الحرب، والغريب أن منصة "تويتر" باستطاعتها القيام بهذين الدورين بالنسبة للعدو لنا ولغير المدركين منا.

بعض التويتريين يتسابقون إلى نشر الأخبار دون التحقق من صحتها، بل وصل بعضهم إلى النقل من المصادر الرسمية دون الإشارة إليها. وللأسف، إن منهم صحفيين في وسائل إعلامية قائمة، وكأنهم بذلك قنوات مستقلة لها مراسلوها في منطقة النزاع، وكل ذلك حبا في الوجاهة الإعلامية بتحقيق السبق الإخباري.

في تقديري أنه ليس كل ما يعلم يقال في ظل هذه الظروف بتجاهل الأصوات الناقمة والناعقة، بل يجب أن نكون باعثين للفخر ببلادنا وأنفسنا، والحماس لجنودنا الأشاوس في المواجهة، ولصديقي الصحفي: لا يمنع من "الريتوت" للأخبار الرسمية بدلا من انتزاعها.