هذه الكلمات أطلقها رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، تعبيرا عن الأحداث الإرهابية التي طالت فرنسا، وهو يتحدث عن خوف إيجابي يبرر ما اتخذته حكومته للقضاء على الإرهاب.

ونقول نحن أيضا نخاف على وطننا، ونعمل كل ما في وسعنا لأجل أن يكون هذا الوطن آمننا مطمئنا، وخوفنا على وطننا عجل بانطلاق عاصفة الحزم، ومن خشيتنا عليه استنفرنا جميعا خلفها نقرأها، نتابعها، ندعوا لها، ونشد من أزر القائمين عليها.

خوفك على وطنك يعني حبك وانتماءك الشديد إليه، وقلقك عليه تأكيد على أنه يعيش داخلك. تتحرك مشاعرك معه. تفرح لفرحه. تسعد بارتقائه، لكن في هذه المرة أصبح خوفنا إيجابيا ليتحول إلى مبادرة لدحر كل من يفكر قبل أن يعمل لإيذاء هذا الوطن، بدلنا خوفنا من الدفاع إلى الهجوم، ومن شدة حبنا له أصبحنا نذهب إلى المعتدي في مكمنه لنهديه قذيفة تفتك به، ولن نستغرب مستقبلا أن يرتقي هذا الخوف إلى أن نعبر الفيافي شمالا لنلقم ثرثار الضاحية الجنوبية حجرا كي لا يعوي من جديد.

تبدلت الأمور واختلفت الوسائل وحتى كيفية ردة الفعل، والهدف واحد حماية الوطن من شدة الخوف عليه، ولن نقلق بعد اليوم أن تذهب طائراتنا إلى أي اتجاه فجميعها تعمل لتخفيف حدة خوفنا على وطننا، لتحمل رسائل الأكيد أن من هو مثل خامنئي والحوثي ونصرالله باتوا يعونها جيدا، والأهم أنهم أدركوا أن "الجواب ما يرونه لا ما يسمعونه".

رسالتنا القائمة اليوم أن ثقافتنا السابقة التي تعتمد على التهدئة وضبط النفس حتى مع من لا يستحق الهدوء والتروي قد باتت من الماضي، ونعترف أن خوفنا على بلادنا هو من دفعنا إلى ذلك، وهو من أخرجنا إلى مراكز وبلدان المعتدين لندفنهم في جحورهم، ونعترف أيضا أن النفس الطويل الذي كنّا عليه إلى وقت قريب لم يقابله إلا التمادي حتى اقترب الفكر الهمجي المنطلق من الطائفية البغيضة إلى حدودنا شرقا وجنوبا، وإن تركناه فسنجده بيننا يرمي فوضاه بكل تسلط وعبث.

اضمحل كل تفاؤل بأن يكون احترام الجار والآخر والصبر عليه العمل الذي نتفق عليه، لأن إيران وموالديها المشوهين تمادوا حتى بات الفخ أكبر من العصفور في اليمن ولبنان، لكن حين يصل أذى أولئك المشوهين إلينا فإننا نعدهم بأن نصنع لهم قفصا يتسع لهم جميعا مع سيدتهم.

أعود إلى ما بدأت به عن خوفنا على وطننا، الذي تحول إلى قوة قاصمة، لنقول: يكفي أن هذا الخوف قد جعل قادة إيران يخسرون مصداقيتهم مع اندحار أمانيهم التي قال عنها قبل نحو شهر علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "إن إيران باتت الآن على ضفاف المتوسط وباب المندب". ويبدو أنها اليوم ستفكر مليا قبل أن تقترب وحتى من بعيد من باب المندب!