عهود كثيرة مرت، والأمهات يعهدن بالأولاد الذكور إلى آبائهم بعد انقضاء مرحلة الطفولة، وذلك لتعليمهم مبادئ الرجولة والشهامة، وتدريبهم على القوة والجرأة والإقدام، حتى أصبح للمجتمع وجهة نظر تجاه الولد الذي ينشأ على يد والدته في مرحلة الشباب، إذ يوصم بالهشاشة والرقة وضعف القلب.

وإلى تربية المرأة يعزى كل خلق أو سلوك يخالف أسس الرجولة، إلا أن هذه العهود المتتابعة لم تخلق لنا إلا نسخا مكررة من الآباء بكل مواقفهم السلبية من المرأة ونظرتهم القاصرة لها، لذلك آن الأوان للمرأة إن كانت تؤمن بأنها مربية الأجيال، أن تغير بنفسها نظرة الأجيال إليها.

فكل أم يجب عليها أن تكون صديقة لأولادها الذكور في مرحلة الشباب، لا أن تتخلى عنهم، تصادق ابنها لتعلمه كيف ينظر إلى المرأة نظرة احترام وندية، كيف يخاطب فكرها وعقلها؟

كيف تشاركه أمور حياته وتقدم له المشورة المناسبة في الوقت المناسب. تصادقه كي لا يختفي نموذج المرأة الشريك في فترة حساسة من حياته، حتى إذا حاول استعادته لاحقا لم يجده إلا مسخا مشوها.

إن للآباء أن يتنحوا قليلا عن الأبناء، لترسم الأم صورة المرأة في مخيلة ابنها بشكل واقعي محايد. بعيدا عن أوهام وافتراءات بعض المعادين لها.