أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن القوة العربية الموحدة ليست موجهة ضد أحد، وأن الهدف من إنشائها هو الإسهام في تحقيق الاستقرار المنشود، والحفاظ على وحدة الأمة العربية وصون مقدراتها.

وأضاف السيسي، خلال لقائه أمس رئيس الكتلة البرلمانية الألمانية فولكر كاودر، أن أهمية إنشاء قوة عربية موحدة ترجع إلى ما تمر به المنطقة من مرحلة شديدة الاضطراب والاستقطاب، مشيرا إلى الدور الذي تلعبه مصر لمعالجة جذور التطرف وتجديد الخطاب الديني، مبرزا في هذا السياق جهود مؤسسة الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية في نشر التعاليم السمحة والصحيحة لديننا الحنيف، بما تتضمنه من تعايش سلمي واحترام وقبول الآخر.

من جهته، أكد كاودر دعم ألمانيا لمسيرة الإصلاح التي تنتهجها مصر، واستعدادها لتقديم المساعدة اللازمة لها في هذا الصدد، خصوصا في مجالي دفع عملية التنمية والحرب ضد الإرهاب.

وتناول اللقاء عددا من المواضيع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الأوضاع في كل من ليبيا وسورية واليمن، فضلا عما تمخضت عنه القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ، إذ أشاد المسؤول الألماني بموافقة القمة على مبادرة السيسي بتشكيل قوة عربية مشتركة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستسهم بشكل فعال وجاد في التعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة.

كما تطرق النقاش إلى ظاهرة الإرهاب وسبل مكافحتها، إذ اتفقت الرؤى حول ضرورة التصدي المشترك لهذه الظاهرة وقيام المجتمع الدولي باتخاذ خطوات قوية وفعالة ضد التنظيمات المتطرفة والإرهابية أينما وجدت ودون انتقائية.

إلى ذلك، شنت قوات الجيش المصري حملات أمنية موسعة في شمال وجنوب ووسط سيناء، أمس، إذ أحبطت قوات أمن شمال سيناء محاولة جديدة لاستهداف القوات بعبوة ناسفة في منطقة المزارع شرق جنوب العريش، كما ألقت القبض على 17 مشتبها بهم ودمرت ثلاثة منازل و52 عشة وعشر دراجات بخارية من دون لوحات، خلال عمليات أمنية في مناطق العريش والشيخ زويد ورفح ووسط سيناء، إضافة إلى ضبط مخزن لتصنيع العبوات التفجيرية الناسفة كان يحوي 20 شيكارة مواد تفجيرية شديدة الانفجار، بينما ضبطت قوات الأمن بوسط وجنوب سيناء 500 طلقة هاون عيار 120 مللي ونظاراتي ميدان ورشاش 9 مللي، وبندقية مورس، وذلك خلال عمل الدوريات الأمنية المشتركة من قوات الجيش الثالث الميداني بالتعاون مع الشرطة المدنية، كما تمكنت من ضبط وتدمير عربتين وموتوسيكلين من دون لوحات معدنية تستخدمها العناصر الإرهابية في الهجوم على القوات، فضلا عن ضبط أحد الأشخاص أثناء مراقبة الأكمنة، فيما عثرت قوات الأمن بالشرقية على 50 قنبلة مختلفة الأحجام وكاملة التصنيع بمصنع تحت الإنشاء بالمنطقة الجبلية بقرية المنير الجديد التابعة لدائرة مركز مشتول السوق، وذلك بعدما وردت معلومات لقطاع مصلحة الأمن الوطني بالقاهرة عن أماكن المتفجرات خلال التحقيقات مع أحد العناصر المضبوطة.

إلى ذلك أكد رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب أن التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة، تهدد مساعي الدول الأفريقية من أجل الارتقاء بأهدافها نحو تحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة.

وقال محلب، خلال الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للقمة الـ18 لتجمع دول الكوميسا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا وفقا لبيان صادر عن رئاسة الوزراء حصلت "الوطن" على نسخة منه، أمس، إن "تقويض السلم والأمن في المنطقة من شأنه أن يقوض جهودنا الاقتصادية والتنموية، فمن دون تحقيق السلم والأمن لن يتحقق الاستقرار الاقتصادي والرخاء والتنمية لشعوبنا، وكذلك من دون الاستقرار الاقتصادي والوفاء بمتطلبات شعوبنا التنموية لن يتحقق الاستقرار الأمني والسلم في منطقتنا".