لا يختلف أي متابع لكرة القدم السعودية على المهارة الفنية التي يكتنزها نجم الفريق الأول لكرة القدم في نادي النصر والعائد إلى المنتخب السعودي بعد غياب أحمد الفريدي، وهو من بدأ ركضه الكروي مع ناشئي الأنصار في المدينة المنورة وتدرج في فئاته السنية قبل أن ينتقل للهلال عام 2004 ولم يحتج سوى ثلاثة مواسم فقط حتى ثبت أقدامه كركيزة أساسية مع الفريق الأول.
ألقاب وانتقال
وساهم مع "الزعيم" في حصد الدوري ثلاثة مرات وكأس ولي العهد أربعة مواسم متتالية، وكان اللاعب الأهم إبان إشراف الروماني "كوزمين"، بيد أن الفريدي اختار أن يلعب للاتحاد في جدة في عقد وصلت قيمته إلى 35 مليون ريال وهو ما لم يقدمه له الفريق العاصمي الذي ترعرع بين جدرانه.واستقبلت جماهير "العميد" الفريدي استقبالا حار جدا إلا أن التوقيت الخاطئ عصف بتلك الخطوة بسبب المشاكل الإدارية التي كانت تحاصر النادي، وساهمت في إبعاد بعض نجوم الفريق واعتزال آخرين، ووسط تلك الظروف لم يستطع الفريدي إثبات وجوده فنيا مع الاتحاد لعدم ارتياحه هناك، كما دهمته الإصابات بين الفينة والأخرى.
العودة إلى العاصمة
اختار العودة إلى العاصمة مجددا وهذه المرة عبر شعار النصر الذي تعاقد معه الصيف الماضي بعد أن فسخ عقده مع الاتحاد.ومنذ لحظة اتخاذه قرار ارتداء قميص "العالمي" أخذ الفريدي في تجهيز نفسه لموسم طويل واختار فرنسا للتأهيل والعودة مجدداً تحت إشراف أحد المدربين المتخصصين هناك، وبدأ يهتم كثيرا ببرنامجه الغذائي وحياته اليومية حتى تمكن من قياده الفريق النصراوي لصدارة دوري جميل حتى الآن، قبل أن يقرر الجهاز الفني للمنتخب السعودي استدعاءه لصفوف "الأخضر" بعد غياب استمر لأكثر من موسم، في إشارة واضحة لاسترداد اللاعب لسابق نجوميته ونجاحه في صناعة الأهداف لزملائه بجانب إمتاعه للجماهير الرياضية بكافة ميولها عبر أهداف مهارية أكدت ما يحمله من إمكانات فنية كبيرة.
الدبيخي: عودة مؤثرة
عودة الفريدي المتألقة واستدعاؤه إلى المنتخب السعودي وجدا ارتياحا من النقاد الرياضيين، ومن بينهم لاعب الاتفاق وصانع ألعابه السابق والناقد الرياضي الحالي، حمد الدبيخي، الذي أشاد بما يقدمه اللاعب مع الفريق النصراوي حاليا، متمنيا أن يستمر على هذا النهج، مبينا أن عودة الفريدي للمنتخب في هذا التوقيت "مؤثرة" وأن "الأخضر" في حاجته فنيا، مشترطا أن يصاحب عودة اللاعب استقرار في التشكيلة في ظل غياب معايير انتقاء اللاعبين الدوليين، وهو أمر لن يتحقق سوى باستقرار الأجهزة الفنية والإدارية.
متمنيا أن يكون هناك عمل أقوى وأكثر تنظيما في الأندية السعودية كون ذلك سيؤثر على المنتخب السعودي سلبا أو إيجابا، وقال "إذا كانت الأندية تقدم عملا جيدا فسينعكس هذا الأمر على المنتخب"، مستشهدا بنتائج الأندية السعودية على المستوى القاري، مختتما "للأسف ليس لدى أنديتنا أي إنجارات في دوري أبطال آسيا نفاخر بها، وأفضل نتائجها خلال السنوات الأخيرة كانت بلوغ النهائي فقط عبر الأهلي ثم الهلال بعد تقسيم القارة إلى شرق وغرب".