تخوض البلاد حربا لا هوادة فيها ضد التمدد الإيراني في المنطقة العربية.. وعلى الرغم من ضرورة هذه الخطوة الاستراتيجية التي تأخرت كثيرا، إلا أنها وهذا اللافت لم تؤثر على الحياة في المجتمع بأي شكل سلبي.. بل تسير الحياة بصورة طبيعية جدا.. وكأن البلاد تخوض تصفيات كأس العالم، وليست حربا شرسة!

هذه نعمة عظيمة لا تقدر بثمن.. أنا لا أبيع الكلام عليكم، ولا ألقيه جزافا.. أن تسير الحياة بطبيعتها.. دون أي كدر.. أو حتى نقطة تفتيش إضافية أليست هذه نعمة من رب العالمين؟!

أدرك - وهذه نقطة لم يتطرق لها أي كاتب - أن خصمنا هذه المرة مشلول القدرات وغير قادر على أن يرسل صاروخا واحدا.. وبالتالي لم يشعر الناس بأجواء الحرب الحقيقية.. هذا صحيح.. لكن ما ينبغي إدراكه أيضا أن النظام الأمني والاجتماعي والاقتصادي في كثير من دول العالم يتأثر سريعا بأي قرارات حرب أيا كان حجمها ومداها..

اليوم تأمل الوضع حولك.. في الحي الذي تسكن فيه.. في الشارع.. في البيت الذي تنام وسطه.. ليس هناك أي مؤشر مهما كان يشير إلى أن بلادنا تخوض حربا في الجنوب..

ما الذي أود الوصول إليه؟ - أثبتت الأيام المنصرمة أننا نمتلك نسيجا اجتماعيا مترابطا.. وهو الركيزة الأساسية لحالة الأمن التي تسود البلاد.. إذا تماسك نسيجنا الاجتماعي، وقويت جبهتنا الداخلية، فلن تستطيع كل قوى الأرض أن تهزمنا.. أو تهز ثقتنا بأنفسنا وقدراتنا.. سأبدأ الحديث غدا عن أشياء مذهلة جميلة تحدث في البلد خلال أيام الحرب الحالية، ويا للمفارقة الجميلة!