لا يمكن أن ننظر إلى "عاصفة الحزم" إلا كونها خيارا أخيرا ضد كل من يهدد وجودنا أمة ووطنا بعد استنفاد وسائل الدبلوماسية وسجالات الحوار. لا أحد يحب الحرب لكنها ليست خيارا سيئا بالمطلق ربما يفهم منها الآخرون بشكل صائب ما غفلوا عنه بشكل خاطئ، ومن مدلولات التسمية والمسمى تفهم الرسالة الواضحة والمباشرة أنه لا تهاون مع من يريد العبث بأمن البلاد واستقرارها عن طريق زعزعة أمن اليمن. رسالة الحزم والحسم المباشرة بوجه العبث والفوضى واستقواء أطراف على أخرى لكن في كل الأحوال فإن من يريد تجربة السعوديين وغضبهم عليه أن يتحمل التبعات، لينظر لدرس التاريخ وسيرة الجغرافيا الطويلة حتما ستنبئه بأمور كثيرة، فالتاريخ حالة تكرار وقصة معادة، هذا ما حدث مع الذين قرأوا المسألة بشكل خاطئ. نعم لا يحبذ السعوديون العنف لكن لا يعني هذا مطلقا أنهم طيعون واليوم تنفذ أسراب مقاتلات التحالف على الأرض ما رفض الآخرون تنفيذه على طاولات الحوار ورحلات الدبلوماسية، لكن في كل الأحوال نسأل الله أن يحفظ وطننا ويرد كيد الكائدين وتستقر حال اليمن الشقيق في ظل قيادته الشرعية، بعيدا عن مغامرات السياسة وشقلبات السياسيين الذين دفعوا اليمن إلى هذا الموقف الحرج. حرب فرضتها الظروف علينا وعليهم، حرب بدوافع أخلاقية وهذا ما لم يحدث من زمن طويل، حيث الحروب للمصلحة الخالصة والأطماع التي لا تنتهي، لكن هذه الحرب من أجل المبادئية وقيم الإنسانية وروابط الجغرافيا وردع العبث واحتواء الفوضى.