لأنه لبس عباءة الصحفي وهي لا تناسبه، خرج علينا "صحفي العباءة" مراسل إحدى الصحف الإلكترونية المغمورة، الذي قدم نفسه على أنه صحفي وخبير في العلاقات والاستراتيجيات الدولية في أهم مؤتمر صحفي يترقبه العالم كل مساء، لكنه لم يلبث أن أسقط عن نفسه عباءة الصحفي مع أول سؤال، وكشف عن حقيقة مهنيته وخبرته المزعومة في العلاقات الدولية.
هذه الحالة التي شهدها مؤتمر الإيجاز اليومي لعاصفة الحزم قبل يومين نموذج حي للفوضى التي يعيشها الوسط الإعلامي من بعض المنتسبين إلى المواقع الإلكترونية، ويلمسها الإعلاميون المحسوبون على المؤسسات الإعلامية في المؤتمرات الصحفية الهامة - كمؤتمر الإيجاز اليومي لعاصفة الحزم ومؤتمرات المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية في الحج- عندما يزاحمهم متطفلون لا يعرفون من الإعلام سوى اسمه، يقدم كل منهم نفسه على أنه محرر أو مسؤول تحرير أو حتى رئيس تحرير لصحيفة إلكترونية لا وجود لها على أرض الواقع، سوى رابط على شبكة الإنترنت وشخص واحد يديرها من منزله!.
إن مؤتمر الإيجاز اليومي لعاصفة الحزم حدث هام، ينبغي ألا نجازف فيه بمنح بعض المتطفلين على الإعلام فرصة خلق انطباع غير جيد عن مستوى الصحفي السعودي، وتعاطيه مع أهم حدث إعلامي، فالمؤتمر يُنقل بكل تفاصيله في بث مباشر على عشرات الفضائيات في اللحظة والتو، وتترجمه مئات الصحف العالمية والمواقع إلى جميع اللغات.
من عهدة الراوي:
حان الوقت لكي تباشر وزارة الإعلام فورا ضبط الفوضى الإلكترونية بإعادة آلية ضوابط عمل الصحف الإلكترونية من خلال إلزامها بالتحول إلى مؤسسات إعلامية وتشكيل مجلس إدارة لكل مؤسسة، وتحديد مقار ثابتة لها، وتعيين رؤساء تحرير مؤهلين ومفرغين أسوة بالصحف الورقية، وإغلاق الصحف التي تدار من خلف الكيبورد من قبل أصحابها الذين يختصرون كل الأدوار من مالك ومدير عام ورئيس تحرير ومحرر في شخص واحد!.