لا تخلو منافسات كرة القدم على مستوى العالم من الإثارة والمتعة، فاللعبة الشعبية الأولى دوما ما تثير الجدل وتسرق الألباب، وتبعات المباريات وردود الأفعال تكون قوية.

ومع ذلك فإنها لا تصل إلى مستوى الحدة الذي وصلت إليه في الملاعب السعودية، التي تخطت حاجز النقد والانتقاد إلى رمي التهم جزافا.

المؤسف جدا أن رؤساء أنديتنا يتسابقون على رمي أخطاء إداراتهم أو مدربي فرقهم ولاعبيهم على الآخرين، ويسعون إلى البحث عن شماعة يعلقون عليها الأخطاء للخروج من مأزق الغضب الجماهيري بعد كل خسارة أو تعثر يتعرض له الفريق.

وبعدما أُنهك الحكم السعودي وبات الجدار الأقصر الذي يمكن تخطيه وجعله شماعة للأخطاء، وأنا هنا لا أبريء الحكام فلهم أخطاؤهم وهم بشر، وهو الأمر الذي جلب لنا الحكم الأجنبي، بإلحاح من الأندية.

مع ذلك لم تتوقف الانتقادات والاحتجاجات ورمي الاتهامات يمينا ويسارا، بل أن الوضع ازداد سواء، واتجهت بوصلة التصاريح الرنانة والانتقادات اللاذعة نحو الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولم يكتف رؤساء أنديتنا الموقرين بالنقد والانتقاد بل تعدوا ذلك ووجهوا التهم العلنية إلى الاتحاد المغلوب على أمره.

وبات اتحاد القدم الشماعة الجديدة التي تعلق عليها الأخطاء، رغم أننا لا ننكر أن له أخطاءه كما أن له إيجابيته، وأرى أن منحه لرؤساء الأندية فرصة الجلوس على مقاعد البدلاء في ظاهرة لم نشاهدها وربما لن توجد إلا في ملاعبنا أحد الأخطاء التي ارتكبها الاتحاد السعودي، فيما تجد أن المنصة هي الموقع الملائم لرؤساء أندية العالم الأخرى.

لذا فإنه من الأفضل والجيد منع الرؤساء من التواجد على دكة البدلاء، كما أن عليهم أن يتريثوا قليلا في تصريحاتهم الإعلامية، لا سيما التي تأتي بعد خسارة فرقهم، حتى لا يقعوا في المحظور.