ستكون أبها اليوم محط اهتمام كثير من الاقتصاديين ورجال الأعمال والخبراء حيث تستضيف المؤتمر الدولي لريادة الأعمال وقادة الغد، برعاية أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، وبتنظيم من الغرفة التجارية الصناعية بأبها وبمشاركة عدد من الجهات  التمويلية والداعمة لشباب الأعمال. وأكد رئيس مجلس إدارة الغرفة المهندس عبدالله المبطي في لقائه مع "الوطن" أهمية استثمار العنصر البشري في صناعة الطاقة الاقتصادية في المملكة والاستفادة من خبرات دول العالم في هذا المجال، ما حفز الغرفة على إقامة المؤتمر الدولي الأول لقادة الغد، فإلى تفاصيل اللقاء:

 ماذا قدمتم في غرفة أبها من أجل دعم الشباب؟

وجدت الغرفة التجارية الصناعية بأبها دعما من أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد فيما يخص شباب وشابات الأعمال والذي كان يوجه في مختلف المناسبات بإيجاد كل التسهيلات لدعم هؤلاء الشباب، كما اعتمدت الغرفة على استراتيجية داعمة وخطط قصيرة وطويلة المدى تهدف إلى دعم الاستثمارات الاقتصادية لرجال ورواد الأعمال فعززت دورها من خلال تأسيس لجنة شباب الأعمال بالغرفة وسخرت جميع الطاقات المناسبة لدعم اللجنة بالشراكات والاتفاقات الاستراتيجية والتمويلية مع الجهات ذات العلاقة.

ما أبرز إنجازات لجنة شباب الأعمال بالغرفة.. ودورها في مؤتمر قادة الغد؟

قامت اللجنة باتخاذ كل التدابير التي تعزز إيجاد حاضنة أعمال في غرفة أبها، حيث قامت اللجنة بالتواصل مع إمارة منطقة عسير والاستفادة من توجيهات أمير المنطقة وكذلك عقدت اتفاقات وشراكات مع جامعة الملك خالد ومع الجهات الأكاديمية والاقتصادية في منطقة عسير لإيجاد هذه الحاضنة وتبني أصحاب المشاريع الإبداعية في منطقة عسير، كما سعت اللجنة إلى تنفيذ "ملتقى الغد" ووضع لمساته النهائية وهو عبارة عن ملتقى يقام لشباب وشابات الأعمال في منطقة عسير ويستهدف تسهيل وصولهم إلى ريادة مشاريع استثمارية مميزة. ويتضمن الملتقى عددا من المحاور من أهمها بناء الذات التي تعد من أهم مميزات قادة الغد ومعوقات النمو لديهم، والأساليب الحديثة لدعم التمويل ومشاركة الشباب في المسؤولية الاجتماعية. كما تعمل اللجنة على تبني أكثر من 25 شابا وشابة أعمال من أصحاب المشاريع المتميزة في منطقة عسير وإلى التحاور مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك خالد للإسهام في تبني إبداعاتهم الاقتصادية والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لدعم مثل هذه المشاريع.

 هل سيتطرق المؤتمر إلى قضايا ومشكلات شباب الأعمال؟

لم تفرق الغرفة يوما بين رجال وسيدات الأعمال ولا بين رواد ورائدات الأعمال فهي تؤمن بدورها في دعم الحراك الاقتصادي في منطقة عسير وتحقق تطلعات القيادة الحكيمة التي دعت إلى تمكين المرأة من العمل الاقتصادي وفتح كل الآفاق أمامها لممارسة العمل الاستثماري والدخول إلى سوق العمل ولذلك فقد هيأت الغرفة من خلال مركز سيدات الأعمال واللجان المختلفة كل أسباب الدعم للمرأة وسيدة الأعمال وشابة الأعمال ودعمتها بالتدريب والبرامج والشراكات والاتفاقات لتتمكن من الدخول إلى السوق الاستثمارية وتحقق ذاتها الاقتصادية. فالغرفة ليست بمعزل عن متطلبات الخريجات والراغبات في العمل وتحاول أن توجد البرامج والاتفاقات مع الجهات التوظيفية والتمويلية التي تعمل على مساندة شابات الأعمال للوصول إلى الريادة، ومن خلال فرع سيدات الأعمال بالغرفة تستطيع سيدة الأعمال التواصل مع القسم، والغرفة مستعده للمساعدة بأشياء عدة، ومن ضمنها الدراسات اللازمة.

  ماذا عن دخول الشباب في الاستثمار السياحي.. ودعم الغرفة له؟

تعد السياحة من أهم روافد الاقتصاد التي تحقق عوائد اقتصادية فقد ذكر تقرير أصدره مركز المعلومات والأبحاث السياحية "ماس" التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية، أن القيمة المضافة لقطاع السياحة في المملكة ستبلغ 80.1 مليار ريال بنهاية العام الحالي، وسترتفع إلى 85.5 مليار ريال، ما يعادل 14 مليار دولار في العام المقبل. كما رجحت الهيئة  العامة للسياحة والآثار أن يستحوذ قطاع السياحة في السعودية على 2.7% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الحالي، وأن يبقى بالنسبة نفسها في العام المقبل، فيما توقعت أن يستحوذ على 5.3 % من الناتج المحلي غير النفطي في 2014 وارتفاعه إلى 5.4 % في 2015. فجميع هذه الأرقام والإحصاءات تدلل على أهمية الاستثمار في هذا القطاع، فمنطقة عسير منطقة سياحية من الدرجة الأولى والاستثمار في القطاع السياحي سيحقق تطلعات القيادات والشباب في النهوض بالمنطقة تنمويا وسياحيا، ولذلك أنشأت الغرفة اللجنة السياحية لتحقيق أهدافها في دعم هذا القطاع وتفاعلت مع كل برامج الهيئة العامة للسياحة التي تهدف إلى تعزيز الاستثمارات السياحية، والغرفة كذلك مستعده لتبني أي فكرة لدي الشباب بمجال السياحة  حيث عسير ما زالت بها فرص كثيرة للاستثمار.

 ما أهم الفوائد التي يمكن أن تعود على منطقة عسير من صناعة عدد من القادة من رواد الأعمال ومن جيل الشباب؟ وكيف ستنعكس على النمو الاقتصادي؟

تعد صناعة القادة من أهم التوجهات الاستراتيجية للدول وللمواقع الاقتصادية والأكاديمية التي تعمل على إعداد القادة من أبناء الجيل الجديد الذين يتلقون التعليم والتدريب عبر برامج الابتعاث المتطورة والدخول في فرص التعليم والتدريب التي تجهز هذه الطاقة البشرية للعمل والإنتاج، ومؤتمر قادة الغد سيقدم خبرات عالمية وعربية ومحلية تصب في مصلحة الشباب السعودي من أبناء المنطقة الذي يتطلع إلى اكتساب الخبرات. فمن المعروف أن الشباب السعودي يشكل نسبة أكثر من 60% من سكان المملكة، أي أن نصف سكان السعودية من جيل الشباب وهذا يعني أننا يجب أن نتطلع إلى الاستثمار في قطاع الموارد البشرية الذي تعتمد عليه الكثير من الدول وهذا ما تتطلع إليه الغرفة من الإفادة من التجارب العالمية في مجال الاستثمار في القوى البشرية، فالمملكة وضعت الركائز الأساسية لتنمية الموارد البشرية الوطنية التي تواكبت مع التطور والبناء المؤسسي للدولة ومع التوسع الكمي والنوعي في الأجهزة الحكومية وأنشطتها، وبالتالي زيادة حاجة تلك الأجهزة إلى كوادر وطنية قادرة ومؤهلة لإدارتها والمشاركة في قيادة مسيرة التنمية لتسير الجهود نحو بناء جهاز حكومي يتمتع بالكفاءة والفاعلية وبناء قاعدة عريضة للتعليم والتدريب اللازم لتوفير القوى العاملة القادرة على إدارة هذا الجهاز، ومنطقة عسير بها كثافة سكانية متزايدة وتحتاج إلي تفعيل مبادرات وإعداد قاده مميزين.

 ماذا عن تبني عدد من المشاريع الداعمة للشباب ومن أهمها إيجاد حاضنة إعمال ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتوفير عدد من البرامج؟

قدمت غرفة أبها كثيرا من البرامج الداعمة للشباب ومن أهمها مشروع حاضنة الإعمال، كما يوجد برنامج لدعم تمويل رواد الأعمال بالتعاون مع البنك السعودي للتسليف والادخار وستقوم الغرفة بدور الراعي لتوجيه وتقييم مشاريع رواد الأعمال من منطقة عسير الراغبين في الحصول على قروض من البنك وذلك بدعم يصل إلى 4 ملايين ريال، وفيما يخص دعم التنمية فإن هذه البرامج تؤدي إلى زيادة الاستثمارات بالمنطقة وتنشيط الأسواق وتوفير فرص عمل والقضاء على البطالة وزيادة القيمة المضافة للاقتصاد الوطني بمنطقة عسير، والحاضنات إحدى الآليات ولكن من خلال لجنه شباب الأعمال واللجنة القائمة بالغرفة الغرفة مستعدة لتسخير كل إمكاناتها لإنجاح أي مساهمات للشباب بالمنطقة.

 ما أهم توجهات شباب الأعمال الاستثمارية في عسير؟ وماذا عن العقبات التي تقف أمامهم؟ وما دور الغرفة في إيجاد شراكات وتكتلات اقتصادية بين شباب الأعمال والتنسيق مع الجهات التمويلية لدعمهم؟

تتجه أنظار الشباب وتطلعاتهم الاستثمارية  في منطقة عسير إلى تكوين شركات لإقامة مشاريع عملاقة، فمعظم المشاريع التي يتبناها الشباب تتراوح بين التجارية والتجزئة والخدمات والمطاعم والورش المهنية وهذا لا يمكن أن يحدث بدون أن يكون هناك شراكات وتكتلات اقتصادية تأخذ بيد هؤلاء الشباب للدخول إلى عالم الأعمال عبر مشاريع ضخمة تتطلب التمويل والاتفاقات والشراكات وهذا ما تعمل غرفة أبها على تحقيقه من خلال برامجها المتعددة وتلاقيها مع عدد من الجهات لإدخال الشباب إلى عالم المال والأعمال، من خلال الاستفادة من التجارب العربية والعالمية في هذا المجال وإيجاد الفرص التمويلية.

ما دور الغرفة التجارية الصناعية بأبها في السعي لتوفير وظائف للشبان والشابات؟

تبنت الغرفة التجارية الصناعية بأبها رؤية جديدة وهي تحاول إيصال رسالة داعمة وتوعوية لرواد الأعمال للخروج من طوابير الانتظار وخلق فرص عمل من خلال تبنيّ إقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة وإقامة المؤتمرات والمعارض والملتقيات التي تهدف إلى إشراك فئة الشبان والشابات في العمل الاستثماري وإتاحة الفرصة لهم لدخول سوق العمل وإقناعهم بأن الاستثمار يحتاج إلى رأس المال والجهد وأن لديهم ما يمكن أن يحققوه من خلال الحصول على التمويل وبذل الجهد بدلا من انتظار فرص التوظيف التي لا تحقق طموحاتهم، هذا ملاحظ ولكن هناك جهات حكومية عدة تقدم الدعم والغرفة بالإمكان أن تساعد الشاب بالتنسيق بين تلك الجهات، علاوة على أي دعم يحتاجه من الغرفة.