كلما ذهبت أنديتنا إلى إيران استقبلتهم الهتافات والشعارات السياسية، وحولت الجماهير مدرجات الإستاد الذي يحتضن لقاءً سعوديا إيرانيا في كرة القدم أوغيرها من الألعاب الأخرى إلى ساحة للصراع السياسي، ولاسيما ملاعب كرة القدم.

ولعل ما واجهه النصر أول من أمس خلال مباراته أمام بيروزي الإيراني ليس جديدا، إلا أنه كان الأقوى والأصعب، فالصحافة الإيرانية حشدت الجماهير بعناوينها الرنانة يوم المباراة، مما زاد الطين بلة.

فمتى يعي الإيرانيون أن كرة القدم خاصة والرياضة عامة وسيلة تعارف وتقارب ولا علاقة لها بالخلافات السياسية.

نستقبلهم أفضل استقبال، وندعم أنديتنا إعلاميا وجماهيريا حسب مبادئ التنافس الشريف، ونتعامل مع الحدث بعقلانية على أساس أن الأمر لا يتجاوز حدود التنافس الرياضي دون الخروج عن النص.

ورغم ما سبق من تجاوزات إيرانية فاضحة وواضحة، إلا أن الاتحاد الآسيوي لم يحرك ساكنا ووقف موقف المتفرج.

الوضع الحالي لم يكن يحتمل أن تقام مباراتي تراكتور والأهلي وبيروزي والنصر في موعدها، لولا تكفل الاتحاد القاري بتأمين الحماية اللازمة لبعثتي الناديين السعوديين، وهو ما أكد عليه مسؤولو الاتحاد الآسيوي، ومع ذلك ذهبت لجنة الحكام في اتحاد القارة المحترم إلى تكليف حكم لا يجيد من أبجديات التحكيم سوى حمل الصافرة وإطلاقها، بقيادة مباراة مصيرية وحاسمة وفي توقيت حساس، ما جعله يقع ضحية لصخب الجماهير الكثيفة التي أثرت على قراراته بشكل كبير.

المهم أن يتحمل الاتحاد الآسيوي مسؤولياته مستقبلا، وخصوصا إن حدث وتقابل فريق سعودي بآخر إيراني في المرحلة المقبلة للبطولة، وخصوصا ممثلي المملكة في الاتحاد الآسيوي، واتحاد الكرة السعودي الذي يجب عليه الوقوف مع أنديتنا.

الأيام المقبلة ستكشف لنا قوة الاتحاد القاري من عدمها.